responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 118
الطبيعة وللتعبير عن الروح الحزينة التي تحملها هذه الطبيعة من نشوئها ونموها في هذه الفيافي الساحقة الشاسعة التي لا ترى حدودها العين، والتي ترشق الأوجه برشقات من الرمال، تسد العين، حتى لا تتجاسر فتمد بصرها لتسترق سر هذه المحيطات ذات الأمواج المتفاوتة في الارتفاع من تموجات الرمال.
وقد تخصص أناس من رجال ونساء بالغناء، واتخذوه حرفة لهم يتكسبون بها. والمغنون المحترفون هم من سواد الناس، ومن الرقيق. لأن من طبع الشريف والحر الابتعاد عنه. وقد احترف هؤلاء الغناء وتعيشوا عليه. فكانوا يدعون إلى إحياء الحفلات في مقابل أجر يدفع لهم. وقد كان من بينهم من يغني بلغته كالرومية والحبشية، ولهذا فلم يكن من المستبعد سماع غناء أجنبي في موضع مثل مكة أو يثرب لوجود رقيق فيه.
وقد تغنى بشعر بعض الشعراء الجاهليين، ومن هؤلاء شعر الشاعر "مرة بن الرواغ". ويذكر أهل الأخبار أن "امرئ القيس بن حجر"، كان يأمر قيانه أن يغنين بشعره. وأن قيان الملوك كن يغنين به أيضًا[1]، وقد كان النخاسون في الجاهلية يعلمون المغنيات الشعر، للتغني به.
وقد كان أغنياء مكة والقرى الأخرى يملكون القيان، ومنهم من كان يملك عددًا منهن. مثل "عبد الله بن جُدْعان". وكان "لمقيس بن عبد قيس بن قيس بن عدي"، قينتان تغنيان، وكان بيته مألفًا لشباب قريش ينفقون عنده ويشربون ويتهاتكون يبقون على ذلك ليالي وأيامًا[2].
ومن القيان: "هريرة" التي شبب بها "الأعشى". وهي أمة سوداء، لحسان بن عمرو بن مرثد. ولها أخت اسمها "خليدة": كانت قينة كذلك. وقد ورد في رواية أخرى، أنهما كانتا قينتين لـ"بشر بن عمرو بن مرثد"، وكانتا تغنّيانه النصب. وقدم بهما اليمامة، لما هرب من "النعمان"[3].
وذكر أنه كان لـ"عائشة" جاريتان تغنيان بغناء بعاث، أي تنشدان الأشعار التي قيلت يوم بعاث[4].

[1] الآمدي، المؤتلف "ص127"، معجم الشعراء "ص382".
[2] شرح ديوان حسان "47" "البرقوقي".
[3] الأغاني "9/ 113".
[4] اللسان "15/ 137".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست