responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 244
وكل ما لم تمسه نار من الحلو[1]. وكان العبرانيون يفركون المولود بالملح. واستقبال المواليد بمثل هذه الأمور من العادات الشائعة عند كثير من الأمم القديمة، وهي عادات وشعائر دينية أيضًا. فإن الشعوب القديمة لم تكن تفرق كثيرًا بين العادات والشعائر بخلاف الحال في الزمن الحاضر[2]. ولاستقبال المولود بدلك جسمه بالحلو أو بالملح أو بما شابه ذلك، معنى التفاؤل. فالحلو رمز السعادة والفرح. وأما الملح، فإنه عنصر مهم من عناصر الحياة عند الأمم القديمة. والخبز والملح هما رمز الصداقة والمودة حتى اليوم.
ويسلى الأطفال بإعطائهم العرائس والتماثيل الصغيرة يلعبون بها ويقضون وقتهم بالتسلي بها وبمكالمتها على نحو ما يفعل أطفال اليوم. كما يتسلون باللعب معًا بألعاب خاصة بالصبيان.

[1] عمدة القاري "21/ 83"، اللسان "12/ 298"، "حنك".
[2] Reste, S. 173.
الختان:
ويعد الختان من العادات الجاهلية القديمة، والعرب في ذلك كالعبرانيين. وهو أمر لم يرد ذكره في القرآن إنما ورد ذكره في الحديث، وترجع الكلمة إلى أصل سامي شمالي قديم[3]. والختان في الأصل نوع من أنواع العبادة الدموية التي كان يقدمها الإنسان إلى أربابه، وتعدّ أهم جزء من العبادات في الديانات القديمة[4]. فقطع جزء من البدن وإسالة الدم منه، تضحية ذات شأن خطير في عرف أناس ذلك العهد، كما كان حلق الشعر كله أو جزء منه نوعًا من أنواع التقرب إلى الآلهة5. والختان في الإسلام معدود من سنن الفطرة التي ابتلى اللهُ إبراهيمَ بها؛ وهي الكلمات العشر. وفي جملتها الختان6.
وقد كان الجاهليون يسمون من لم يختتن: أقلف وأغلف وأغرل، ويعيبونه،

[1] Shorter Ency, P. 254, Ancient Israel. PP. 46.
[2] Reste, S.
[3] Smith, P. 328.
[4] بلوغ الأرب "2/ 287"، الحيوان "7/ 27"، "هارون".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست