responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 243
العقيقة:
وإذا كانت نهاية الإنسان عند الجاهليين مقترنة بالدم، فإن مبدأ حياته مقترن عندهم بالدم كذلك. لقد كان عادتهم ذبح شاة عند ميلاد مولود وتلطيخ شيء من دمها برأس المولود، ويقال لهذه الذبيحة "العقيقة"، وهي كلمة جاهلية وردت في الشعر الجاهلي[1]. وتذبح عادة في اليوم السابع من ميلاد المولود[2]. وقد أقر الإسلام ذلك، فوردت الكلمة في الحديث. ويذكر علماء اللغة أن معنى العقيقة هو شعر كل مولود يخرج على رأسه في بطن أمه، وأنه قيل للشاة المذبوحة لذبحها عند الاحتفال بحلق هذا الشعر. وقد كانوا يعيرون من لم تحلق عقيقته، إذ يرون في ذلك منقصة لا تليق بالرجل الكامل[3].
ويستقبل المولود بدلك حنكه بالتمر الممضوغ، أو الحلو مثل عسل النحل،

[1] تاج العروس "7/ 15"، اللسان "12/ 129".
[2] فهارس البخاري "ص333".
[3] في شعر منسوب إلى امرئ القيس:
يا هند لا تنكحي بوهة ... عليه عقيقته أحسبا
تاج العروس "7/ 15"، البخاري "كتاب العقيقة" حديث "1"، عمدة القاري "31/ 82".
قيل: "إنهم كانوا يقتلونهن خوف العار"[1]. وإلى ذلك أشار القرآن الكريم: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [2]، {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [3].
وقد افتخرت "بنو عبس" ب "زهير بن جذيمة بن رواحة" العبسي، لأنه كان أبا عشرة، وعم عشرة، وأخا عشرة، وخال عشرة، ورأس غطفان كلها في الجاهلية ولم يجمع على أحد قبله[4]. فكثرة البنين من موجبات الفخر والاعتزاز والتباهي عند الجاهليين.

[1] المستطرف "2/ 77".
2 "الإسراء، الآية 31.
3 "الأنعام، الآية 151.
[4] الإصابة "3/ 266 وما بعدها"، "رقم 7352".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست