responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 55
بظاهر مكة[1]. فكانت "بئر العجول" أول بئر حفرتها قريش في مكة[2].
وازدادت حاجة أهل مكة بعد قصي, وقد تزايد عددهم, إلى الماء، ولم تعد "العجول" تكفي لتموينهم به، فاقتفى أولاده أثره في حفر الآبار، واعتبروا حفرها منقبة ومحمدة؛ لما للماء من أهمية لأهل هذا الوادي الجاف. وقد حازت بئر زمزم على المقام الأول بين آبار مكة، فهي بئر البيت وبئر الحجاج, تمونهم مما يحتاجون إليه من ماء[3].
وذكر أهل الأخبار أن في جملة ما أحدثه قصي في أيامه وصار سنة لأهل الجاهلية، أنه أحدث وقود النار بالمزدلفة؛ حيث وقف بها حتى يراها من دفع من عرفة، فلم تزل توقد تلك النار تلك الليلة في الجاهلية[4]. ويظهر أن قريشا حافظت على هذه السنة أمدًا في الإسلام, وكانت تلك النار توقد على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان[5].
ويذكرون أيضا أن في جملة ما أحدثه: "الرفادة"، وهي إطعام الحجاج في أيام موسم الحج حتى يرجعوا إلى بلادهم. وقد فرضها على قريش إذ قال لهم: "يا معشر قريش, إنكم جيران الله وأهل مكة وأهل الحرم، وإن الحاج ضيف الله وزوار بيته، وهم أحق بالضيافة، فاجعلوا لهم طعامًا وشرابًا أيام الحج، حتى يصدروا عنكم". ففعلت قريش ذلك، فكانوا يخرجون في كل عام من أموالهم خرجًا, فيدفعونه إلى قصي؛ لكي يصنعه طعاما للناس أيام منى وبمكة, وقد بقيت هذه السنة في الإسلام[6]. وذكر أن الرفادة شيء كانت

[1] البلاذري، فتوح البلدان "ص60"، "المكتبة التجارية".
[2] البلاذري، فتوح "60", وفيها قال بعض رُجَّاز الحجاج:
تروى على العجول ثم تنطلق ... أن قصيا قد وفى وقد صدق
بالشبع للناس وري مغتبق
البلاذري، أنساب "1/ 50", "دار المعارف".
[3] البلاذري، فتوح البلدان "ص60 وما بعدها".
[4] الطبري "2/ 265", ابن الأثير، البداية "2/ 207", السويدي، سبائك الذهب "119"، ابن سعد, طبقات "1/ 72" "بيروت".
[5] ابن سعد، طبقات "1/ 72" "صادر".
[6] ابن كثير، البداية "2/ 207 وما بعدها", ابن خلدون "2/ 693" "بيروت", الطبري "2/ 19" "الاستقامة" "2/ 260" "دار المعارف", ابن سعد، الطبقات "1/ 73".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست