responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 310
رجلًا لئيمًا لا يبض حجره، وقد يراد به رجل قصير متردد الخلق, فهو من الأضداد؛ لذلك فالجعد في صفات الرجال يكون مدحًا وذمًّا. وإذا قالوا: رجل جعد السبوطة فمدح، إلا أن يكون قططًا مفلفل الشعر فهو حينئذ ذم[1].
ومن المجاز قول العرب: الأعداء صهب السبال وسود الأكباد، وإن لم يكونوا كذلك، أي صهب السبال، فكذلك يقال لهم. ورد في الشعر:
جاءوا يجرون الحديث جرًّا ... صهب السبال يبتغون الشرَّا
وإنما يريدون أن عداوتهم كعداوة الروم, والروم صهب السبال والشعر، وإلا فهم عرب وألوانهم الأدمة والسمرة والسواد[2].
ويذكر علماء اللغة أن العرب تصف ألوانها بالسواد، وتصف ألوان العجم بالحمرة, وقد افتخر الشعراء بذلك في الجاهلية وفي الإسلام. من ذلك قول الفضل بن عباس بن عتبة اللهبي:
وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة في بيت العرب
يقول: أنا خالص؛ لأن ألوان العرب السمرة. ومن ذلك قول مسكين الدارمي:
أنا مسكين لمن يعرفني ... لوني السمرة ألوان العرب3
قال "الجاحظ": "والعرب تفخر بسواد اللون ... وقد فخرت خُضر محارب بأنها سود، والسود عند العرب الخضر". ثم ذكر أمثلة من أمثلة افتخار بعض القبائل والأشخاص بكونهم "خضرًا", حتى قال: "وخضر غسان بنو جفنة الملوك, قال الغساني:
إن الخضارمة الخضر الذين ودوا ... أهل البريص ثمانى منهم الحكم
وقد ذكر حسان أو غيره الخضر من بني عكيم، حين قال:
ولست من بني هاشم في بيت مكرمة ... ولا بني جمح الخضر الجلاعيد

[1] تاج العروس "2/ 320 وما بعدها", "جعد".
[2] تاج العروس "1/ 342"، "صهب".
3 تاج العروس "3/ 179 وما بعدها"، "خضر"، رسائل الجاحظ، كتاب فخر السودان على البيضان "1/ 207"، "تحقيق عبد السلام هارون".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست