نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 309
وفلانة بيضاء، فمعناه الكرم في الأخلاق لا لون الخلقة. وإذا قالوا: فلان أحمر وفلانة حمراء عنوا بياض اللون, والعرب تسمي الموالي: الحمراء[1]. جاء في الحديث: "بعثت إلى الأحمر والأسود"، أي: إلى العجم والعرب كافة[2].
وورد أن العرب تقول: جاء بغنمه حمر الكلى وجاء بها سود البطون، معناهما المهازيل، وهو مجاز[3]. ويذكرون أن معنى حمر الكلى الامتلاء والسمن، والسواد بمعنى الهزال والرشاقة. ولما كان الأعاجم ممتلئي الجسم بالنظر إلى العرب، قالوا لهم "الحمراء". وقد كان العرب يطلقون على الموالي "الحمراء"، واذا سبُّوا أحدهم قالوا: "يابن حمراء العجان, أي: يابن الأمة، كلمة في السب والذم"[4]. ولعلهم فعلوا ذلك بسبب امتلاء أجسام الموالي ولا سيما العجان، الذين لا يتحركون ولا يتنقلون من أماكنهم، ويأكلون الخبز فامتلأت لذلك بطونهم وتكرشوا.
ولم يشرح علماء العربية الأسباب التي حملت العرب على تلقيب العجم بـ"رقاب المزاود" "رقاب المزود"[5]. وقد ذكر بعض العلماء، أن العرب إنما لقبت العجم بـ"رقاب المزاود"؛ لطول رقابهم أو لضخامتها كأنها ملأى[6].
ويكنى العرب بـ"السبط" عن العجمي, وبـ"الجعد" عن العربي[7]؛ وذلك لأن سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس وجعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب. ولكنهم كانوا يفرقون بين جعودة شعر العرب وجعودة شعر الزنج والنوبة؛ لأنهم ينظرون إلى الزنج والسود على أنهم دونهم في المنزلة والمكانة؛ ولهذا قالوا: إن العرب تمدح الرجل إذ تقول: رجل جعد، أي: كريم جواد كناية عن كونه عربيًّا سخيًّا؛ لأن العرب موصوفون بالجعودة، وتذم الرجل أيضًا حين تقول: رجل جعد، إذ يقصدون بذلك [1] اللسان "4/ 210"، "حمر"، تاج العروس "3/ 154"، "حمر". [2] تاج العروس "3/ 154"، "حمر". [3] تاج العروس "3/ 158". [4] تاج العروس "3/ 158". [5] اللسان "ز/ و/ د"، "3/ 198". [6] تاج العروس "2/ 366"، "زاد". [7] تاج العروس "5/ 149"، "سبط".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 309