responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 306
بالمكر والخديعة، ولكنهم اعتبروا القصر في الجسم من العيوب، لا سيما إذا كان ذلك القصير غليظ البطن, وقد عرف الإنسان الموصوف بهذه الصفة بالدحداح وبالداح وبالدودح وبالذحذاح[1]. والدودحة القصر مع السمن[2], وأما "الدرحاية"، فالرجل الكثير اللحم القصير السمين البطين، اللئيم الخلقة, وعرف الرجل المسن الذي ذهبت أسنانه بـ"الدردح"[3].
واعتبر العرب طول العنق من سمات المدح؛ ولذلك وصف رؤساء العرب بطول العنق. وعُبر عن الرؤساء والكبراء والأشراف بـ"الأعناق"، و"أعناق", وعبر عن الجماعة الكثيرة بـ"الأعناق" كذلك[4]. وذكر الشاعر "عروة بن الورد" عنق الآرام في شعر له, وصفه للناشئات الماشية بتبختر. إذ قال:
والناشئات الماشيات الخوزرى ... كعنق الآرام أوفى أو صرى5
والعرب مثل غيرهم لا يحبون الصلع، ويكثر ظهوره بين العجزة والمسنين والأشراف. وقد ذكر أن أكثر الأشراف من العرب كانوا من الصلع، وتفسير ذلك أن أكثر الأشراف هم من ذوي الأسنان، وأن الإنسان إذا تقدمت به السن، أخذ الصلع يجد له مكانًا في رأسه فيلعب فيه. ومن ذلك قول الناس يوم بدر: "ما قتلنا إلا عجائز صلعًا" أي: مشايخ عجزة عن الحرب. وأنشد "ابن الأعرابي": "يلوح في حافات قتلاه الصلع" أي: يتجنب الأوغاد ولا يقتل إلا الأشراف[6].
وهم يفضلون "الأفرع" على الأصلع, والأفرع هو الكثير الشعر, وكان "أبو بكر" أفرع، وكان عمر أصلع, وكان رسول الله أفرع ذا جمة[7]. والصلع خير من "القرع"؛ لأن القرع داء يصيب الرأس، فيؤثر في منظره

[1] تاج العروس "2/ 135"، "دح".
[2] تاج العروس "2/ 136"، "دودحة".
[3] تاج العروس "2/ 136"، "دردح".
[4] تاج العروس "7/ 26"، "عنق".
5 اللسان "4/ 237"، "خزر".
[6] تاج العروس "5/ 416"، "صلع".
[7] تاج العروس "5/ 449"، "فرع".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست