responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 25
وأهلها خليط من عرب وروم وإفريقيين وهنود، يتكلمون بلهجات متداخلة، وهذا الاختلاط نفسه أمارة على الأهمية التي كانت للجزيرة في ذلك الزمن، وقد ذكر "ياقوت الحموي" أن أكثر أهلها نصارى عرب، وأن اليونانيين الذين فيها يحافظون على أنسابهم محافظة شديدة وقد وصلوا إليها في أيام الإسكندر، ويزعم بعض الأخباريين أن "كسرى" هو الذي نقل اليونانيين إليها، ثم نزل معهم جمع من "مهرة" فساكنوهم وتنصر معهم بعضهم[1]. وفي الروايات العربية عن الروم الذين بجزيرة "سقطرى" شيء من الصحة.
والذين يزورون هذه الجزيرة في هذه الأيام، يرون آثار ذلك الاختلاط وتشابك الشعوب والثقافات فما زالت الآثار النصرانية باقية فيها، تتحدث عن انتشار النصرانية فيها، وعن وجود جالية رومية، أنساها الزمن أصلها فدخلت في أهل "سقطرى"، وأخذت لسانًا جديدًا مزيجًا من ألسنة آرية وسامية وحامية، ولا يزال كثير من أهلها يسكنون الكهوف والمغاور ويعيشون عيشة بدائية، لانعزال الجزيرة عن بقية العالم.
لقد صرف البطالسة مجهودًا كبيرًا في سبيل السيطرة على البحر الأحمر، والتوسع في المحيط الهندي، وقد تابع البطالسة الذين خلفوا "بطلميوس الثاني فيلادلفوس" خطته في التوسع في السواحل الإفريقية وفي المحيط الهندي، وأخذوا يرسلون الرجال المغامرين إلى تلك الأماكن للكشف عنها بغية الوقوف على أحوالها والاستفادة مما يحصلون عليه في سياسة التوسع التجاري والسياسي، التي وضعوها للبلاد التي تقع في المناطق الحارة، وقد جمعت التقارير وكانت مهمة ولا شك، ووضعت في خزائن الإسكندرية، وقد وقف على بعضها الكتبة "الكلاسيكيون".
وقد أخرجت أيام البطالمة جماعة من المغامرين الإغريق جابوا البحر الأحمر وسواحله، ودخلوا بسفنهم المحيط الهندي حتى بلغوا الهند[2]. وغير أن تجارة الهند، والبحار، بقيت في الجملة في أيدي العرب، ولم يحاول البطالمة تغيير الوضع وتبديل الحال، وقد انحصرت كل محاولتهم في توجيه التجارة في الموانئ

[1] البلدان "5/ 93" ويذكر المسعودي أن "أرسطوطاليس" هو الذي كتب إلى الإسكندر حين سار إلى الشرق يوصيه بهذه الجزيرة، وكان يحكمها ملوك الهند، فنزل اليونانيون بها، وأقاموا بها، وتنصروا بعد ذلك، وذكر أن بوارج الهند، تأتي إليها في أيامه، مروج الذهب "1/ 335" وما بعدها".
[2] Strabo 15 1 4 Oleary p 73.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست