نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 2 صفحه : 37
المعروفة حتى الآن, ويرتفع أهل الأخبار بزمنه إلى أيام الجاهلية، ويقولون: إن النعمان بن المنذر تمثل به يومًا[1]. ولفظة "معيدي" تصغير "معدي"، ويراد بها رجل من معد, وفي إطلاق هذا المثل بهذا المعنى دلالة على المعاني المتقدمة. وفي رواية: أن قائل هذا المثل هو "المنذر بن ماء السماء"[2]. وقد استخف النابغة الذبياني بمعد أيضا إذ قال:
ضلت حلومهم عنهم وغرَّهُمُ ... سن المعيدي في رعي وتغريب3
ولا أستبعد أن يكون بين لفظة "معيدي" و"مِعْدان" التي تطلق في العراق اليوم على الغِلاظ السود من بعض الأعراب، وبين "معد" صلة، فقد كانت مواطن "معد" في العراق أيضًا، والصفات المذكورة تنطبق على المعدان كذلك.
وقد اتهمت "معد" بالمكر والحيلة والكيد، فورد في الأخبار: "وإن هذه المعدية لا تخلو من مكر وحيلة" وورد: "كنت أخبرك أن معدا لا ينام كيدها ومكرها"، وورد: "إن عدي بن زيد فيه مكر وخديعة، والمعدي لا يصلح إلا هكذا"[4] مما يدل على أن ملوك الحيرة كانوا لا يأمنون من القبائل المعدية ولا يعتمدون عليها؛ ولذلك كانوا يحذرونها.
كما اتهم ولد نزار بالحيل، قال "المسعودي": "ورأيت ببلاد مأرب من أرض اليمن أناسًا من عقيل محالفة لمذحج، لا فرق بينهم وبين أحلافهم؛ لاستقامة كلمتهم، فيهم حيل كثيرة ومنعة، وليس في اليمن كلها أحيل من نزار بن معد غير هذا الفخذ من عقيل، إلا ما ذكر من ولد أنمار بن نزار بن معد، ودخولهم في اليمن حسب ما ورد به الخبر"[5].
وورد في كتاب "تأريخ الحروب" لـ"بروكوبيوس procopius" المتوفى [1] فقال النعمان: تسمع بالمعيدي لا أن تراه، البيان "1/ 173، 237"؛ "لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه"، الميداني، مجمع الأمثال "1/ 228"، الاشتقاق "244". [2] تاج العروس "2/ 507"، مجمع الأمثال للميداني "113".
3 ديوان النابغة الذبياني "17". [4] الأغاني "2/ 22". [5] مروج "1/ 173"، "طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 2 صفحه : 37