responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 261
ويكرهوهم على الخضوع لهم وعلى مساومة الآشوريين لاستردادها في مقابل الاستسلام لهم وتأييد سياستهم وعدم التحرش بهم, ولم يذكر النص البابلي أسماء تلك الآلهة.
وكانت غاية "بختنصر" من إرسال حملته هذه على العرب، هو حماية حدود "حماة" وبقية مشارف فلسطين وبلاد الشام من الأعراب وإخضاعهم لحكمه، ثم تأديب بعض القبائل التي تحرشت به على ما يظهر حين دخوله بلاد الشام وفي جملة ذلك فلسطين. واستنادًا إلى ما جاء في "سفر إرميا" نستطيع أن نقول: إن "قيدار" كانوا على رأس القبائل العربية البارزة التي غزاها جيش "بختنصر" وكذلك "بنو المشرق" "أبناء المشرق" و"ممالك حاصور". ونظرًا لوجود تشابه كبير بين الرواية البابلية عن حملة "بختنصر" على العرب وبين ما جاء في "سفر إرميا"[1]، أرى أن مدون السفر قد أخذ خبره هذا الذي صيَّره نبوءة من موارد بابلية ثم كيَّفه على النحو المذكور.
ولدينا خبر رواه لنا "إكسينوفون" "Xenophon"، يفيد أن "بختنصر" لما حمل على مصر أخضع "ملك العربية". وقد قصد بذلك حملته على مصر سنة "567" قبل الميلاد[2].
والخبر التأريخي الثاني الذي وصل إلينا عن صلات البابليين المتأخرين بالعرب، هو ما ورد عن الملك "نبونيد" "Nabonid" "Nabonidus" "555-538 ق. م." "556-539 ق. م." من اتخاذه "تيماء" مقرًّا له. ففي السنة الثالثة من حكمه جرد حملة على "أدومو" "Adumu" "Adummu" أي "دومة" "دومة الجندل"، وسار منها إلى "تيماء" سالكًا طريقًا لم تعرف في الزمن الغابر على رأس جيشه، جيش أرض "أكد" "أكاد". فلما وصل إليها، أعمل فيها السيف، وقتل أميرها وأهلها, والظاهر أن ذلك بسبب مقاومتهم له وعنادهم في الدفاع عن مدينتهم، ثم طاب له أن يستقر بها، فابتنى بها قصرًا ضخمًا له جعلوه كالقصر الذي في بابل، وحلت "تيماء" محل

[1] الإصحاح 49، الآية 27 وما بعدها.
[2] enophon, Cyropaedeia, I, 5, 2, Naval, P. 216
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست