responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 260
فتوحات في بلاد العرب، هو من وضع كاتب تلك الرسالة، وضعه ليثبت نبوءته، وأن ذلك الكاتب أخذ فتوحات "نبونيد" فنسبها إلى "بخت نصر"[1]. أما أنا، فلا أريد أن أثبت فتوحات "بخت نصر" ولا أريد أن أنفيها في هذا العهد، فوصول "بخت نصر" إلى الحجاز أمر ممكن، وسوف نرى أن "نبونيد" قد وصل إلى مدينة "يثرب"، فليس بمستبعد وصول "بخت نصر" إلى الحجاز، بعد أن استولى جيشه على فلسطين، وصار في إمكانه الزحف نحو الجنوب، ولكن الذي أراه الآن هو التريث، فلعل الزمن يجود علينا بنصوص قد تتحدث عن حروب وفتوح أمر بها هذا الملك في بلاد العرب. وكتاب "دانيال"، وإن كُتب على شكل نبوءة، لا يستبعد أن يكون قد استمد خبر النبوءة من وثيقة أو خبر شائع، فصاغه في شكل نبوءة؛ ليثبت نبوءته لبني إسرائيل.
وقد أخبرتنا الكتابات البابلية أن "بختنصر" "Nebuchadrezzar" أرسل في شهر "كسلو" "Kislev" "Kislew" من السنة السادسة من ملكه المقابلة لسنة "599 ق. م." حملة على العرب الساكنين في البادية، نهبت أملاكهم وما عندهم من مواشٍ، وسرقت آلهتهم ثم عادت[2]. ولم يذكر النص البابلي اسم البادية التي هاجمها الجيش البابلي ولا اسم القبائل التي هاجمها، ولم يذكر أيضا اسم المواضع التي تحرك منها الجيش لمهاجمة العرب. ويرى الباحثون احتمال مهاجمة البابليين للعرب من "حماة" "Hamath" أو "ربلة" "Riblah"، أو "قادش" "Kadesh"، فتوغل جيش "بختنصر" في البادية، ثم عاد حاملًا معه ما ذكر في النص من أسلاب ومن مواشٍ وآلهة العرب أي: الأصنام.
وكانت غاية البابليين من أسر الأصنام وأخذها، هو إكراه القبائل على الاستسلام والخضوع لهم؛ لما للأغنام من أثر كبير في نفوسها، وقد رأينا أن ملوك الآشوريين مثل: "سرجون" و"سنحريب" و"أسرحدون" كانوا قد أسروا أصنام العرب وأخذوها معهم إلى آشور وكتبوا عليها شهادة الأسر والوقوع في أيدي الآشوريين؛ ليؤثروا بذلك نفسيًّا في نفوس أتباعها وعبَّادها

[1] S. Smith, Babylonian Historicl Texts, P. 35
[2] Br. Mus. 21946, D.J. Wiseman, Chronicles of Chaldaean Kings, London, 1956, P. 31, 48, 71
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست