responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 240
وهو ابن "سرجون"، أن ملك البحرين لما سمع بخبر اجتياز هذا الملك نهر الفرات ودخوله الخليج ووصوله أرض جزيرة "دلمون"، أسرع فاعترف بسيادة ملك آشور عليه. وكان هذا الملك قد دَكَّ أرض بابل في حوالي سنة "689 ق. م."، وسار منها متوجهًا نحو أرض الخليج. وفي هذا الخبر إشارة إلى أن علاقة الآشوريين بالبحرين كانت وثيقة في هذا العهد أيضا، وأن ملك البحرين كان يخشى ملك آشور؛ لذلك اعترف بسيادته الاسمية عليه[1].
وأخبرنا "سنحاريب" "سنحريب" "705-681 ق. م." أنه تسلم هدايا من "كرب إيل" "كريبي، إيلو" "Karibi–ilu" ملك سبأ "Saba'i"، إذ بنى بيتًا أو معبدًا "بيت أكيتو" "Bit–Akitu"؛ للاحتفال فيه بعيد رأس السنة والأعياد الأخرى[2]. وكان من جملة هذه الهدايا أحجار كريمة وأنواع من أفخر الطيب ذي الرائحة الزكية الطيبة "Rikke Tabutu"[3]، وفضة وذهب وأحجار ثمينة أخرى[4]، وهي أمور اشتهرت بها العربية الجنوبية، كما عرفت بتصديرها هذه المواد إلى الخارج، وقد تحدثت عنها التوراة في مواضع من الأسفار[5].
وقد ذهب "هومل" إلى أن "كربي، إيلو" هذا هو "كرب ال" "كرب إيل" أحد "مكربي" "مقربي" سبأ، أي: الكهان الحكام، ولم يكن ملكًا على عرش سبأ وإن دعاه "سنحاريب" ملكًا؛ ذلك لأن الآشوريين لم يعرفوا لقبه الرسمي، أو لأنهم لم يهتموا بذلك فجعلوه ملكًا. وهذه الهدايا لم تكن جزية فرضت عليه، بل كانت هدية من حاكم إلى حكام، وقد بعث بها إليه مع القوافل الذاهبة إلى الشام بطريق غزة، أو طريق مكة، فالبادية إلى العراق[6]. وعندي أن من الجائز أن يكون "كريبي، إيلو" هذا سيد قبيلة أو أميرًا من الأمراء الذين كانوا في العربية الشمالية، من المجاورين لتلك القبائل

[1] Belgrabe, P. 56, 87
[2] Handbuch. I, S. 76
[3] Reall. I, S. 76
4 "طبوتو"، "طيبوتو"، "طيب".
[5] Handbuch, I, S. 76, O. Schroeder, Keilschrift Texte aus Assur. Hist. Inhalts, II, No. 122, Leipzig 1922
[6] Handbuch. I, S. 76, 86
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست