responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 216
لتصديرها إلى أماكن أخرى بعيدة مثل الهند، أو إفريقيا، أو قلب جزيرة العرب. فإذا انتهى هؤلاء التجار من بيع تجارتهم، يعودون ببضائع من البحرين، هي في الغالب من تجارة الهند أو إفريقيا، في جملتها المعادن والأخشاب والعطور والأشياء النفيسة الأخرى التي كانت تباع بأثمان باهظة، فيربح هؤلاء التجار من هذه التجارة ربحًا كبيرًا.
وقد كان تجار "تلمون" يأتون بسفنهم إلى "أور" يحملون ما استوردوه من تجارات من الهند أو إفريقيا أو جزيرة العرب؛ لبيعه في أسواق "أور" ثم يعودون بسلع أسواق أور، من حاصل العراق وما جلب إلى أور من الخارج. وقد كان هؤلاء التجار يدفعون العشر، ضريبة عن هذا الإتجار[1].
وقد عثر على نصوص تبين من دراستها أنها عقود واتفاقيات عقدت بين تجار للإتجار بين "أور" و"تلمون"، وبينها وثائق تتعلق بتجارة تجار قاموا بأنفسهم بالإتجار مع "تلمون". ويظهر من دراستها أن أولئك التجار كانوا يستوردون النحاس بمقياس واسع من "تلمون"؛ لأنه مطلوب في العراق؛ ولأن أسعاره هناك أرخص بكثير من سعره في أور، وكان في جملة السلع التي استوردوها من "تلمون" الفضة و"عين السمك"، أي: اللؤلؤ على ما يظن[2].
ولا بد أن يكون هذا النحاس من جملة المواد المستوردة من مواضع أخرى إلى "تلمون", وقد تكون أرض عمان في جملة الأماكن التي أمدت هذا الموضع به. فقد عثر في عمان على آثار منجم عند مكان يسمى "جبل معدن" يقع على مسافة "75" ميلًا إلى الشمال الغربي من الجبل الأخضر[3]. فلعل هذا المنجم القديم كان مستغلًّا في تلك الأيام يستخرج النحاس منه.
ولقد عثر في البحرين على مقابر قديمة كثيرة كما ذكرت قبل, وقد وجد بعد فتحها أنها خططت على نمط واحد، وتتجه مداخلها نحو الغرب, وذلك مما يبعث على الظن أن لهذا الاتجاه علاقة بشعائر دينية عند القوم أصحاب المقابر. وقد وجدت فيها كما سبق أن قلت عظام بشرية، منها جمجمتان بشريتان،

[1] Leemans, P. 31
[2] Leemans, P. 48, 50
[3] Leemans, P. 122
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست