responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 194
أنها كانت لقوم من سبأ[1]. ولا يستبعد بالطبع أن يكون أولئك الناس قد توارثوا هذا النوع من القبور من أسلاف لهم كانوا قد نحتوها.
وعلمنا بأحوال جزيرة العرب في العصور "البرونزية"، لا يزيد على علمنا بالعصور الحجرية فيها, فهي ضحلة يسيرة؛ لأن ما عثر عليه من مخلفات تلك العصور ليس بشيء يذكر ولا يكفي لاستنباط آراء منه. ولا يستبعد بالطبع احتمال عثور المنقبين في المستقبل على آثار قد ترجع إلى هذه العصور ستهتك الحجب التي تحول الآن بيننا وبين التعرف على تلك الحقب القديمة من تأريخ الجزيرة. وقد وجدت "البعثة الدانماركية" التي نقبت في جزيرة "فليكا" من جزر الكويت على آثار من هذه العصور[2]، إلا أن ما عثر عليه لا يكفي لإعطاء رأي علمي كافٍ عن العصور البرونزية في هذه الأرضين.
وقد عثر في جزيرة "فيلكا" على آثار سكنى وبقايا أبنية وهياكل يرجع عهدها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، وقد تبين أن هذه الجزيرة والجزر الأخرى الواقعة في الخليج كانت ملاجئ يلجأ إليها أصحاب السفن والتجار في تلك الأزمنة للاستراحة, ولشراء ما يجدونه عند أهل السواحل المقابلة، وللتمون بما يحتاجون إليه من ماء وزاد. ولأهميتها هذه اهتمت بها وبالسواحل المقابلة لها حكومات العراق، فاستولى عليها الأكاديون والآشوريون واليونان.
وقد عثر على مواد مصنوعة من حديد من العصر الحديدي، غير أنها قليلة لا يمكن أن تكون لنا رأيا واضحا عن العصور الحديدية في جزيرة العرب.
وعثر على بقايا جماجم بشرية في "الظهران" تبين من دراستها وفحصها على أنها من العصور "البرونزية"[3].
وتدل الأدوات المكتشفة -على قلتها- على أن شعوب جزيرة العرب حتى في الأزمان البعيدة عن الميلاد كانت على اتصال بالعالم الخارجي ولا سيما العراق وبلاد الشام وحوض البحر المتوسط والقارة الإفريقية، وأنها كانت تستورد منها ما تحتاج

[1] carl rathjens, sabaeica, I, s. 105
[2] تقرير شامل عن الحفريات الأثرية في جزيرة فيلكا، 1958-1963م, الكويت, مطبعة الحكومة، من منشورات وزارة التربية والتعليم، "ص9".
[3] h. field, papers of the Peabody museum, 48/2 "1956". 58, A. grohmann, arabien, s. 15
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست