responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 103
وقد ورد ذكر "مدين" و"أصحاب مدين" في مواضع من القرآن[1], ورد على سبيل العظة والتذكير بمصير يشبه مصير "مدين"، وأشار إلى نبيهم "شعيب": {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [2].
وورد اسمهم في سورة "التوبة" مع قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم[3]، وورد مثل ذلك في سورة "الحج"[4]. ومما جاء في القرآن على لسان شعيب، قوله يخاطب أهل مدين: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [5]. وورد في سورة هود ما يشير أيضا إلى أنهم كانوا ينقصون المكيال والميزان، فاستحقوا العقاب والعذاب؛ وذلك لترهيب أهل مكة، وكانوا تجارًا، من نقص المكيال والميزان، لئلا يصيبهم ما أصاب قوم شعيب حيث أصابهم الهلاك.
ويظهر من ذكر "الرجفة" أن حدثًا أرضيًّا، هزة أو هياج حَرَّة، أصابهم، فأثر فيهم[6]. وهذا ممكن جدا؛ لأن أرض مدين من مناطق الزلازل والحرار.
ولورود اسم "مدين" وقصة "شعيب" في القرآن الكريم، عني المفسرون وأصحاب قصص الأنبياء بجمع ما ورد عن أهل مدين وأخيهم شعيب من أخبار، غير أنهم لم يجدوا في ذاكرة من تقدمهم شيئًا, فاستعانوا بما ورد عند يهود. وقد أضاف الأخباريون إلى ذلك شيئا من القصص الشعبي, وشيئا ابتكروه, فأصبح "شعيب" "شعيب بن نويت بن رعويل بن مر بن عنقاء بن مدين بن إبراهيم"[7]. وقد ذكر الطبري وغيره من المفسرين والمؤرخين أن اسم "شعيب" "يثرون" "يثرو"[8]، وقد أخذوا ذلك من أهل

[1] الأعراف، 7، الآية، 85، التوبة 9، الآية 70، هود، 11، الآية 84، 95، طه، 20، الآية 40، الحج، 22، الآية 44، القصص، 28، الآية 22، 25، 45، العنكبوت، 29، الآية 36.
[2] الأعراف 7، الآية 85.
[3] التوبة 9، الآية 70.
[4] الحج 22، الآية 44.
[5] الأعراف 7، الآية 85.
[6] العنكبوت 29, الآية 36.
[7] مروج الذهب "1/ 28".
[8] الطبري "1/ 167"، الكامل لابن الأثير "1/ 61".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 2  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست