نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 92
والأهوار، والمستنقعات، والأجم التي تتخللها المياه. إذ اتخذوا منها بيوتًا صنعوها من القصب، ولا زال سكان "الأهوار" في العراق يصنعون بيوتهم من القصب. واتخذوا منها فراشًا يجلسون عليه، وهو "البارية"، ويقال لها "البوري"، و"البورية"، و"البورياء"، و"الباري"، و"البارياء". الحصير المنسوج من القصب. وقد أشير إلى "البوري" في الحديث[1].
والحلفاء نبت من الأغلاس، قلما تنبت إلى قريبًا من ماء أو بطن واد، وهي سلبة غليظة المس، وقد يأكل منها الإبل والغنم أكلًا قليلًا، وهي أحب شجرة إلى البقر. وقد كانت الأسود تأوي إليها. ومن مآوي الأسود والآجام ومنابت الحلفاء. وقد تجف، إذا قل الماء[2].
والبردي من النبات الذي يحتاج مثل القصب والحلفاء إلى ماء. فهو لا ينبت إلا قريبًا من ماء أو في مستنقع أو هور، أو منخفض فيه ماء، ويؤلف أجمة في وسط ماء[3].
و"الجليل"، نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت، وهو "الثمام" في رأي بعض علماء اللغة[4]. و"الثمام"، نبت ضعيف له خوص، أو شبيه بالخوص، وربما حشي به وسد به خصاص البيوت. وهو أنواع. فمنها: الضعة ومنها الجليلة، ومنها الغرف، وهو شبيه بالأسل وتتخذ منه المكانس، ويظلل به المزاد فيبرد الماء، يقال: "بيت مثموم" مغطى به، وقد يستعمل لإزالة البياض من العين[5]. [1] تاج العروس "3/ 60 وما بعدها"، "بار". [2] تاج العروس "6/ 76"، "حلف". [3] تاج العروس "2/ 298"، "برد". [4] تاج العروس "7/ 261"، "جلل". [5] تاج العروس "8/ 219"، "ثمم".
الفحم وقطع الشجر:
وقد صنع أهل الجاهلية من النباتات البرية والأشجار الجبلية الفحم، وهم لا يزالون يصنعونه من هذه المواد. وذلك بإشعالها أولاً ثم بإطفاء جمرها،
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 92