نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 64
في الحديث، مما يدل على أنها كانت معروفة في الجاهلية. والظاهر أنها وردت من العراق بواسطة التجار العرب أو التجار الفرس الذين كانوا يتاجرون مع الحجاز، أو بواسطة الرقيق المستورد من هناك، والذي استخدم في الزراعة في هذه الديار.
وذكر علماء اللغة أن "الحبحبة" البطيخ المعروف بالبطيخ الشامي، الذي يسميه أهل العراق: "الرقي" والفرس تسميه: "الهندي" لما أن أهل العراق يأتيهم من جهة "الرقة"، والفرس من جهة الهند، وأن أصل منشئه من هناك، وذكر بعض علماء اللغة أنه يسمى "الجوح"، ويسميه المغاربة: "الدلاع"[1].
والحنظل، معروف جدًّا عند العرب، وهم يداوون به، ويعالجون به أمراضًا كثيرة، ولا زال الأعراب يقيمون له وزنًا كبيرًا في طبهم. ويأكلون حبه أيضًا. [1] تاج العروس "[1]/ 199"، "حبب"، "[2]/ 134"، "جوح".
النبات الشائك:
ومن فصائل النبات عند العرب، النبات الشائك، أي ذو الشوك. وهو كل نبات به شوك، وأرض شاكة كثيرة الشوك. وشجرة مشوكة كثيرة الشوك، وأرض مشوكة فيها السحاء والقتاد والهراس، وذلك؛ لأن هذا كله شاك. والسحاء، نبت شائك، له زهرة حمراء في بياض تسمى "البهرمة"، يرعاه النحل عسله غاية[1]. و"القتاد"، شجر صلب له شوكة كالإبر. وجناه كجناة السمر، ينبت بنجد وتهامة. قال بعض علماء اللغة، إنه من العضاه، وهو ضربان. فأما القتاد الضخام، فإنه يخرج له خشب عظام، وشوكة حجناء قصيرة. وأما القتاد الآخر، فإنه ينبت صعدًا لا ينفرش منه شيء. وهو قضبان مجتمعة، كل قضيب منها ملآن ما بين أعلاه وأسفله شوكًا. وفي المثل: من دون ذلك خرط القتاد. وقد ذكر أن الإبل لا تأكل القتاد إلا في عام جدب، فيجيء الرجل ويضرم فيه النار حتى يحرق شوكه ثم يرعيه إبله، ويسمى ذلك التقتيد. والتقتيد هو أن تقطع القتاد، فتحرقه، أي شوكه، فتعلفه الإبل، فتسمن عليه، وذلك عند الجدب[2]. [1] تاج العروس "10/ 171"، "سحا". [2] تاج العروس "2/ 458"، "قتد".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 64