responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 303
سادات القبائل الذين يمرون بهم في ذهابهم وإيابهم إلى الشأم والعراق واليمن والحبشة، بأن يأمنوا عندهم في أرضهم، ولا يعتدى على أحد منهم.
وموضوع ذهاب هاشم وإخوته إلى الشأم أو العراق أو اليمن أو الحبشة، موضوع طبيعي لا داعي إلى إثارة الشك حوله، فقد وجدنا أن غيرهم من تجار مكة كانوا يتاجرون مع الأماكن المذكورة، تاجروا معها قبلهم وتاجروا معها بعدهم، أما أنهم التقوا بقيصر وبكسرى وبالنجاشي وبتبابعة اليمن، وتعاقدوا وتعاهدوا معهم، فقضية أخرى فيها نظر، وقد عودنا أهل الأخبار على سماع مثل هذا القصص. ولك ما نستطيع أن نتصوره فيما لو صدقنا بالخبر، هو أن أولئك الأخوة قد قابلوا بعض موظفي الحدود وتصادقوا معهم وقدموا لهم بعض الهدايا، فصاروا يتساهلون معهم في جباية الأعشار وفي أخذ حقوق المرور، فشاع بين قومهم أنهم تعاقدوا مع أولئك الملوك.
والإيلاف، العهد والذمام وشبه الإجازة بالخفارة، من ألف بينهما تأليفًا، أوقع الألفة وجمع بينهما بعد تفرق ووصلهما، ومن ذلك المؤلفة قلوبهم، أمر النبي بتألفهم، أي بمقاربتهم وإعطائهم من الصدقات ليرغبوا من وراءهم في الإسلام، ولئلا تحملهم الحمية مع ضعف نياتهم على أن يكونوا مع الكفار على المسلمين[1]. وصار أهل مكة، بفضل الإيلاف، آمنين امتيارهم وتنقلاتهم شتاءً وصيفًا والناس يتخطفون من حولهم، فإذا عرض لهم عارض قالوا: نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم أحد. فالإيلاف العهود التي أخذتها قريش من سادات القبائل إذا خرجت في التجارات فتأمن بها[2].
وقد عرف أصحاب الإيلاف، وهم الأخوة الأربعة أبناء عبد مناف بـ"المجيرين"، إذا كانوا يؤلفون الجوار يتبعون بعضه بعضًا، يجيرون قريشًا بميرهم ويجبرون فقيرهم، ولذلك قيل لهم "المجبرين".
وذكر أن كل واحد من الأخوة المذكورين أخذ حبلًا من ملك. فأما هاشم فإنه أخذ حبلًا من ملك الروم، وأما عبد شمس، فإنه أخذ حبلًا من النجاشي، وأما المطلب، فإنه أخذ حبلًا من أقيال حمير. وأما نوفل، فإنه أخذ حبلًا من

[1] تاج العروس "6/ 44"، "ألف".
[2] تاج العروس "6/ 44"، "ألف".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست