responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 299
وكانت كبيرة على ما يظهر، إذ كان عدد رجالها، أي حراسها مائتين[1]. ورجع المسلمون دون أن يغنموا شيئًا، وقد كانت السرية إنذارًا آخر لقريش بالخطر الذي سيحيق بتجارتها وبمصالحها المادية وبأن ما كانت تربحه من أرباح لن يدوم لها فيما بعد.
وقد تمكن "أبو بصير" من إنزال ضربات موجعة بتجارة قريش، اختار "العيص"، وهو ناحية على ساحل البحر على طريق عير قريش إلى الشأم موضعًا ينقض منه على قوافل قريش، فيسلب ما فيها من مال ويقتل من يقتل من المارة، حتى ضيق عليها، وهرب إليه من كان بمكة محبوسًا من المسلمين، حتى تجمع عنده قريب من سبعين مسلمًا، أغار بهم مرة على ركب كان يريد الشأم، معهم ثمانون بعيرًا، فأخذوا ذلك وأصاب كل رجل منهم قيمة ثلاثين دينارًا. فغاظ قريش تضييق "أبو بصير" عليهم، حتى كتبوا إلى رسول الله يسأله بأرحامهم إلا أدخل أبا بصير إليه ومن معه. فكتب إليه أن يعود ومن معه[2].
ولما عقد صلح "الحديبية" وكانت الهدنة بين قريش والرسول، استراحت "قريش"، وإن بقيت خائفة من أن لا تجد أمنًا لها، فأرسلت قافلة في نفر من قريش فيها "أبو سفيان"، إلى "غزة" متجرها في بلاد الشأم، فوصلت سالمة إلى هناك، وتاجرت ثم عادت[3].
وذكرت كتب التأريخ والأخبار أسماء عدد من رجال مكة كانوا يخرجون إلى التجارة بأموالهم وأموال غيرهم من أمثال أبي العاص زوج زينب بنت رسول الله، وكان يخرج تاجرًا إلى الشأم. وكان رجلًا مأمونًا، يخرج بماله وأموال رجال من قريش أبضعوها معه[4]. وقد عرف "بالأمين"، وكان من رجال مكة المعدودين مالًا وأمانة وتجارة، يخرج بماله وبمال غيره تاجرًا، يأتمنون به، ثم يعود فيؤدي إلى كل ذي مال من قريش ماله الذي كان أبضع معه. وكان آخر خروجه تاجرًا بأمواله وبأموال قريش قبل الفتح، خرج إلى الشأم فلما انصرف قافلًا لقيته سرية لرسول الله، أميرهم "زيد بن حارثة"، وكان أبو العاص

[1] الطبري "2/ 402"، إمتاع الأسماع "1/ 52".
[2] إمتاع الأسماع "1/ 305".
[3] الطبري "2/ 646"، "ذكر خروج رسل رسول الله إلى الملوك".
[4] الطبري "2/ 292".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست