responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 292
وبمسيرهم ويجمعهم، فلا يزالون يهابونهم أبدًا بعدها. ومضوا إلى بدر، فوقعت معركة بدر[1].
وما كان إصرار رؤساء قريش على المسير إلى المسلمين لملاقاتهم في الطريق، أسلوبًا من أسلوب التجار في الحفاظ على السمعة وفي الظهور بمظهر القوي المتمكن حتى لا يطمع بهم الطامعون ويتجاسرون عليهم. فكان خروجهم هذا نوعًا من التحدي ومظهرًا من مظاهر إظهار القوة، لتخويف الغير، لعلمهم بقوتهم، فكأنهم أرادوا إنزال ضربة بمن خرج مع الرسول لملاقاة القافلة، معتمدين على عددهم وقوتهم، حتى يتهيب المسلمون في المستقبل من التحرش بقوافلهم، وليكون ذلك درسًا لهم. ولعلهم كانوا لا يريدون في الواقع الاشتباك مع المسلمين في قتال، وإنما كانوا أرادوا مجرد تخويفهم وإظهار أنفسهم مظهر القوي العزيز المهاب، كما يظهر ذلك من قول أهل الأخبار من أنهم كانوا أرادوا الإقامة ببدر ثلاثة أيام، ينحرون الجزور، ويطعمون الطعام، ويسقون الخمر، وتعزف عليهم القيان حتى تسمع بهم العرب وبمسيرهم وبجمعهم، فلا يزالون يهابونهم أبدًا بعدها. ولكن أبت الأقدار إلا أن يقع الاصطدام فوقع على نحو ما هو مذكور.
وكانت "بصرى" سوق قريش في رحلتهم إلى بلاد الشأم، عندما تقف قوافلهم وتحط رواحلهم، فيشترون ويبيعون ويمكثون حتى ينتهوا من تجارتهم ثم يعودون إلى مكة. وكان منهم من يصل إلى "غزة" ويتاجر في أسواقها، حيث تبيع أسواقها منتوجات حوض البحر المتوسط وما يرد إليها من "أوروبة" من تجارة. ويبيع التجار العرب فيها ما يحملونه من بلاد العرب من سلع مستطرفة مطلوبة في أسواق البحر المتوسط. وبها مات "هاشم بن عبد مناف" جد النبي، حين كان توجه للشأم بالتجارة، فأدركته منيته فمات بغزة وبها قبره، فقيل غزة هاشم[2].

[1] ابن هشام "2/ 61 وما بعدها"، "حاشية على الروض"، الروض الأنف "2/ 61 وما بعدها"، الطبري "2/ 421 وما بعدها"، تاج العروس "3/ 98"، القاموس "4/ 176"، تفسير ابن كثير "4/ 553 وما بعدها"، تفسير الطبري "30/ 197 وما بعدها".
[2] وقد رثاه "مطرود بن كعب" الخزاعي بقوله:
وهاشم في ضريح عند بلقعة ... تسفى الرياح عليه وسط غزات
وقيل "بين غزات"، وورد:
ميت بردمان، وميت بسلمان، وميت عند غزات
تاج العروس "4/ 65".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست