نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 224
وتصريف[1]. فهم هيأة مجلس زراعي لمشروع تعاوني يضم أهل تلك المقاطعة، واجبهم تمشية أمور هذه المؤسسة الزراعية والإشراف عليها، وإعطاء كل ذي حق حقه ونصيبه في هذه الجمعية الزراعية التعاونية.
ويظهر أن شيئًا من التخصص، كان قد وجد في هذه الجمعيات، فعهدت أمر الإدارة إلى رجل عرف بـ"سمخض"، كان بمثابة مدير للجمعية، واجبه الإشراف على الأرض التي أوكل أمر إدارتها إليه. أما وظيفته، فعرفت بـ"سمخضت" أي إدارة أرض أو إدارة مقاطعة، أو "إدارة" بتعبير أصح.
وعرف من تولى أمر جباية الضرائب والإشراف على الموظفين الذين يوكل أعمل الجباية إليهم، بـ"نحل"، ويقال لوظيفته "نحلت"[2]. ولا استبعد أن تكون "نحلت"، جماعة جمعت بين أعضائها روابط فكرية واقتصادية. فتعاونت فيما بينها على العمل معًا والاشتراك في استغلال حاصل هذا العمل. ودليل ذلك أننا نجد معاجم اللغة تفسر "النحلة" بالديانة[3]، ولهذا التفسير صلة بما ذهبت إليه من معنى للفظة "نحلت"، وعلى ذلك يكون الـ"نحل" رئيسًا للنحلة، يشرف عليها ويدفع بالنيابة عنها حق الحكومة والمعبد.
وقد ورد في أحد النصوص أن جمعية من هذه الجمعيات الثماني، كانت تدير أرضين في ضواحي مدينة "هرم". وقد نعت أعضاؤها بـ"ابعل"، أي سادة ورؤساء[4]. فهم سادة هذه الجمعية وأصحاب الإرادة فيها. [1] النص الموسوم بـHakevy 147 [2] Rhodokanakis, Stud. Lexi., I, S. 56, Hartmann, Arab. Frage, S. 208, 401, Rhodokanakis, Stud. Lexi, Ii, S. 67. [3] تاج العروس "8/ 130"، "نحل". [4] راجع السطر الأول من النص الموسوم بـ: Hakevy 147. الهروب من الأرض:
وقد جابهت حكومات العربية الجنوبية المشكلة التي تجابه كل حكومة. مشكلة هرب المزارعين من الأرض والالتجاء إلى المدن. ففي بعض نصوص المسند الخاصة بالزراعة نجد تهديدًا للمزارعين الذين يفرون من المزارع ويجلون عنها، فيلحقون بذلك الأذى بالزراعة وبالحاصل. والواقع أن حياة الفلاح في المزرعة كانت صعبة
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 224