نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 213
وآثار سد "مرخة"[1]، وآثار سد آخر أقيم عند "شبوة"، وسد آخر عند "الحريضة"، تفرعت منه شبكة من القنوات والمجاري لإيصال الماء إلى المزارع والأرضين الخصبة التي تعيش عليها.
وقد ظهرت من الصور "الفوتغرافية"، التي أخذت من الجو لبعض مواضع من جزيرة العرب آثار شبكات للإرواء تتصل بأحواض مياه وسدود أقيمت لخزن مياه الأمطار فيها للاستفادة منها وقت الحاجة، ففي "وادي عديم" آثار جدر سدود وقنوات ومجاري مياه متصلة بعضها ببعض تمتد إلى مسافات بعيدة كانت تمدها بإكسير الحياة. وكذلك تشاهد آثار الإرواء عند "حصن العر" و"ثوبة" في القسم الجنوبي من "وادي حضر موت". وقد نحتت الصخور عند "نجران" لعمل ممر منها للماء ليذهب إلى حوض واسع أحيط بسد وجدار حيث يمكن خزن مئة مليون "غالون" من الماء فيه[2]. [1] G. Gaton Thompson – E.W. Gardner, Climate, Irrigation And Early Man In The Hadhramut, G.J., 93 “1939”, 34. F, A. Grohmann, S. 153. [2] A. Grohmann, S. 153, Philby, The Land Of Sheba, G.J., 92 “1938”, 16. توزيع الماء:
وقد يوزع الماء الجاري من العيون والأنهار، بالنصيب. بأن تعين أوقات تفتح فيها المياه على مزرعة ما، فإذا انتهى الوقت سد الماء، وحول إلى مزرعة أخرى، وذلك لقلة الماء وعدم كفايته في اسقاء المزارع كلها دفعة واحدة، فيوزع بالحصص، في أوقات تثبت وتعين. وقد تقع الخصومات من جراء التجاوز وعدم التقيد بضبط الأوقات، كما يحدث في أيامنا في كثير من الأماكن الزراعية. ونجد في كتب الأخبار أمثلة عديدة من أمثلة هذه النزاع. ويقال للنصيب من السقي "سقي"[1] أي الحظ من الشرب2. [1] المفردات، للأصفهاني "235".
2تاج العروس "10/ 180"، "سقي".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 213