نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 189
ولفتل الحبال تستعمل المغازل والمبارم، لغزل الألياف وبرمها بعضها فوق بعض، كما تستعمل بعض المواد المقوية للألياف مثل الزيوت لتحافظ على قوة الحبل وعلى تماسكه فتبقيه طريًّا، فلا ينقطع بسهولة. وقد تخصص أشخاص بصناعة الحبال وعاشوا عليها، وقد كانت ذات أهمية بالنسبة لذلك الزمن.
ويقال للدلو العظيمة: "الغرب". ويتخذ من مسك ثور، والغرب الراوية[1], و"السانية" الغرب وأداته، والناقة إذا سقت الأرض، وسنيت الدابة، إذا استقى عليها، والقوم يسنون لأنفسهم إذا استقوا[2]. والسناية والسناوة السقي، وهو سان. والساني، يقع على الرجل والجمل والبقر، كما أن السانية على الجمل والناقة. والمسنوية، البئر التي يسنى منها، وركية مسنوية، إذا كانت بعيدة الرشاء لا يستقى منها إلا بالسانية من الإبل[3].
وتستخدم الثيران والجمال والحمير والبغال في متح الماء بالدلاء من الآبار الكبيرة الواسعة لسقي المزارع والبساتين والناس، ويشرف على ذلك العبيد أو الفلاحون أو أصحاب البئر. أما الآبار الصغيرة الخاصة بشرب الناس، فيستخرج الماء منها الإنسان، وتصب الدلاء المياه في أحواض أعدت لذلك، لها منفذ يسيل منه الماء إلى السواقي.
وقد تحمى البئر من الأدران ومن الأتربة ومن أخذ الماء منها، بإقامة بناء فوقها على هيأة غرفة، فإذا أقيم ذلك على البئر عرف بـ"منشا" في المسند. وقد تؤدي هذه اللفظة معنى أخذ الماء وتوجيهه إلى الجهة المراد إرسال الماء إليها بمجرى يأخذ ماءه من "فنوت"[4]. وفسرت لفظة "ثقول" بمعنى تعليق. وتعليق شيء فوق
بئر، أو إنشاء سقف فوقها لحماية البئر ولتعليق الأدوات التي يمتح بها الماء من البئر عليها، وذلك كما في هذه الجملة: "ابارسم وثقولسم"، ومعناها: "وكل آبارهم وسقوفها" أو "كل آبارهم والأعمدة المقامة فوقها للاستقاء بها"[5]. [1] تاج العروس "1/ 405"، "غرب"، الخراج "96"، المبرد، الكامل "2/ 732". [2] تاج العروس "10/ 185"، "سني". [3] تاج العروس "10/ 186"، "سني". [4] Rhodkanakis, Stud. Lexi., I, S. 113. [5] Kat. Texte, Ii, S. 28.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 189