نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 170
وتوصل هذه الصهاريج بمجاري تحت الأرض قد يبلغ أطوالها جملة كيلومترات لإيصال الماء منها إلى مواضع السكن أو الزرع. وتكون الصهاريج مرتفعة عن مسايل المياه الأرضية، ليسيل منها الماء إلى الجهات التي تريدها. ويكون معينها هو ماء المطر[1]. ويظهر أن طريقة توزيع الماء من النقاب بمسايل للمياه أرضية كانت شائعة قبل الإسلام في المدن والقرى المرتفعة البعيدة عن الغيول والنهيرات والآبار والتي تتساقط فيها الأمطار، فلجأت إلى هذه الطريقة الفنية لحبس مياه الأمطار للاستفادة منها في الشرب والاستعمال وفي الزراعة أيضًا. [1] Beitrige, S. 54. Ff.
الذهب:
ويقال لموضع تجمع مياه الأمطار ومسيلها "ذهبن"، أي "الذهب". ويستخدم هذا الماء المتجمع لإسقاء الحيوان وللشرب ولإسقاء الزرع، قال "الهمداني": "والذهب.. يمتلئ من السيل، فإذا امتلأ نف فيه الطهف والدخن، فنضب الماء، ثار نبته"[1]. وقد كانوا يستفيدون من أمثال هذه "الذهب" بتسويرها وحصر الماء فيها ثم توجيهها إلى الأحواض الكبرى للاستفادة منها عند انحباس الأمطار.
وكانت أشراج الحرة بيثرب من مسايل الماء، فإذا هطلت الأمطار انحدرت إليها وامتلأت بها فتسيل إلى الأرضين المزروعة ترويها بالماء[2]. وقد تحبس الشراج فتكون أحواضًا يستفاد منها في السقي والزرع.
وهناك حفر تتجمع فيها المياه فيستفاد منها في الشرب. وقد ذكر علماء اللغة ألفاظًا عديدة تتعلق بالحفر على اختلاف أنواعها، وفي جملتها الحفر التي تتجمع فيها المياه. وذلك لكثرتها ولأهميتها في حياتهم العملية، إذ كانت على ضآلة بعضها ووسخ مائها، غوثًا للمسافرين العطاشى الذين هم ودوابهم في آخر رمق من الحياة. فهي تكون في مثل هذه الظروف هبة ولقطة لا تقدر بثمن.
ومن مواضع تجمع الماء في الحفر الأوقة، وهي حفرة يجتمع فيها الماء، وجمعها [1] الهمداني، صفة "199".Rhodokanakis, Stud., Lexi., Ii, S. 113. [2] البلاذري، فتوح "25 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 13 صفحه : 170