responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 112
من إبل وشاء وبقر، فهي ماشية. وأصل المشاء النماء والكثرة. ومشت الماشية مشاءً كثرت أولادها[1].
و"الشاة"، الواحدة من الغنم، تكون للذكر والأنثى، أو يكون من الضأن، والمعز، والظباء، والبقر، والنعام، وحمر الوحش. وفي الحديث: فأمر لها بشياه غنم، إنما أضافها إلى الغنم؛ لأن العرب تسمي البقرة الوحشية شاة، فميزها بالإضافة لذلك، وشاء، وشياه، وشواه، وأشاوه، وشوي، وشيه، في حالة الجمع[2].
و"السوام" و"السائمة"، الإبل الراعية، وقيل كل ما رعي من المال في الفلوات، إذا خلى وسومه يرعى حيث شاء. والسائم الذاهب إلى وجهه حيث شاء، يقال سامت السائمة، وأسأمها هو، أي أرعاها أو أخرجها إلى الرعي، وذكر أن السوام والسائمة كل إبل ترسل ترعى ولا تعلف في الأصل. وسوم الخيل، أرسلها إلى المرعى، ترعى حيث شاءت[3].
والجمل هو الحيوان الوحيد الذي رضي بمرافقة الأعراب وبمشاطرتهم حياتهم في البوادي. ألفهم وعاشرهم وشاركهم في مسراتهم وفي أحزانهم، صابرًا راضيًا، يحملهم ويحمل أثقالهم، لا يسألهم على ذلك أجرًا، وهو مع ذلك طعامهم إذا جاعوا، أو شعروا أنه قد مرض مرضًا لا يرجى شفاؤه، أو أنه قد كبر وأسن، فصار لا يصلح للعمل، ومن وبره صنعوا خيامهم. وهو قنوع يقنع بالقليل ولا يطالب بالكثير. ويصبر على العطش والجوع، لا يباريه في هذا الصبر أي حيوان من الحيوانات التي ألفت الإنسان وقاسمته حياته. إذا اخضرت الأرض، وجد طعامه هبة، لا يكلف مالكه شيئًا عن اقتضامه له، وإذا يبست الأرض قنع بالتهام اليابس، وبتناول العوسج ونباتات البر، التي يكون عمرها أطول من عمر الكلأ، وإذا بعد الماء صبر على العطش حتى يجده، لا يلح على صاحبه بوجوب تقديم الماء له، كما تفعل الخيل والحمير والبغال.
وتعد لحوم الإبل من اللحوم اللذيذة الطيبة عند العرب. وتنحر عند قدوم شخصية كبيرة تقديرًا لها، وتنحر تقربًا إلى الأصنام وفي المناسبات الدينية، وتعقر

[1] تاج العروس "10/ 343"، "مشى".
[2] تاج العروس "9/ 395 وما بعدها"، "شوه".
[3] تاج العروس "8/ 350"، "سوم".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 13  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست