responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 12  صفحه : 388
دواءه قطرة من دم ملك يخلط بماء فيسقاه، وقيل إن الرجل الكلب يعض إنسانا فيأتون رجلا شريفا، فيقطر لهم من دم إصبعه، فيسقون الكلب فيبرأ[1].
ومن عقائدهم إنهم كانوا إذا قتلوا الثعبان خافوا من الجن أن يأخذوا بثأره، فيأخذون روثة، ويفتونها على رأسه، ويقولون: روثة راث ثائرك. وقد يذر على الحية المقتولة يسير رماد، ويقال لها: فتلك العين ثائر لك. وفي أمثالهم لمن ذهب العين دمه هدر: هو قتيل العين[2].
واعتقد الجاهليون بـ "السفعة"، و"السفعة" العين تصيب الإنسان: عين إنسية وعين جنية، "والسفعة" النظرة من الجن[3].
وإذا طالت علة الواحد منهم، وظنوا أن به مسا من الجن، لأنه قتل حية أو يربوعا أو قنفذا، عملوا جمالا من طين، وجعلوا عليها جوالق وملؤوها حنطة وشعيرا وتمرا، وجعلوا تلك الجمال في باب جحر إلى جهة المغرب وقت غروب الشمس، وباتوا ليلتهم تلك، فإذا أصبحوا، نظروا إلى تلك الجمال الطين، فإذا رأوا إنها بحالها، قالوا: لم تقبل الهدية، فزادوا فيهان وإن رأوها قد تساقطت وتبدد ما عليها من الميرة قالوا: قد قبلت الدية، واستدلوا على شفاء المريض، وفرحوا، وضربوا بالدف[4].
ومن أوابدهم تعليق الحلي والجلاجل على اللديغ، يرون أن يفيق بذلك، ويقال إنه إنما يعلق عليه، لأنهم يرون أنه إن نام يسري السم فيه فيهلك، فشغلوه بالحلي والجلاجل وأصواتها عن النوم. وذهب بعضهم إلى إنه إذا علق عليه حلي الذهب برأ، وإن علق الرصاص أو حلي الرصاص مات[5].
ومن آرائهم في إطفاء نار الحرب إنهم كانوا بما أخرجوا النساء فبلن بين الصفين، يرون أن ذلك يطفئ نار الحرب ويقودهم إلى السلم[6].

[1] تاج العروس "1/ 460"، "كلب".
[2] بلوغ الأرب "2/ 358".
[3] بلوغ الأرب "2/ 265".
[4] بلوغ الأرب "2/ 359".
[5] وإلى هذه العقيدة أشار النابغة الذبياني بقوله:
فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع
يسهد من ليل التمام سليمها ... بحلي النساء في يديه قعاقع
بلوغ الأرب "2/ 304".
[6] بلوغ الأرب "2/ 4".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 12  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست