نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 12 صفحه : 101
101
الأسماء، صلة بالوثنية تشعر أنها كانت على الوثنية قبل دخولها في دين يهود[1]. والظاهر إنها تهودت إما بتأثير التبشير، وإما باختلاطها ودخولها في عشائر يهودية جاورتها فتأثرت بديانتها. وقد ذكر البكري إن "بني حشنة بن عكارمة"، وهم من بليّ قتلوا نفرًا من بني الربعة، ثم لحقوا بتيماء "فأبت يهود أن يدخلوهم حصنهم وهم على غير دينهم، فتهودوا، فأدخلوهم المدينة، فكانوا معهم زمانًا، ثم خرج نفر إلى المدينة، فأظهر الله الإسلام، وبقية من أولادهم بها"[2]. وهنالك بطون أخرى عربية الأصل كانت على دين يهود[3].
وقد اشتهر يهود خيبر من بين سائر يهود الحجاز بشجاعتهم. وخيبر موضع غزير المياه كثيره، وقد عرف واشتهر بزراعته وبكثرة ما به من نخيل. وعند إجلاء اليهود عن خيبر، تفرقوا فذهب بعض منهم إلى العراق، وبعض آخر إلى الشام، وبعض منهم إلى مصر. وقد بقوا في كل هذه المواضع متعصبين لوطنهم القديم خيبر، ينادون بشعارهم الذي كانوا ينادون به قبل الإسلام، وهو: "يا آل خيبر"[4].
وقد اشتهرت "خيبر" وعرفت بالحمى. حتى نسبت إليها، فقيل لها حمى" خيبرية". وكان من أساطيرهم إذ ذاك، أن من أراد دخولها فعليه بالتعشير ليتخلص منها. وكان من أوبداهم فيما يزعمون أن الرجل إذا ورد أرض وباء ووضع يده خلف أذنه، فنهق عشر نهقات نهيق الحمار، ثم دخلها أمن من الوباء[5].
وزعم أن يهود خيبر هم من نسل "ركاب" المذكور في التوراة[6]، وأن "يونادب" Jonadab "جندب" ابنه: تبدى مع أبنائه ومن اتبعه، وعاش [1] Margoilouth, p. 60, Noldeke, Beitrage, S. 52, Wustenfeld, Geschichte von Medina, S. 28. [2] البكري "1/ 29" "طبعة السقا"، IsIamic III VoI 2 p 177 [3] NoIdk BeItrage S 55 [4] المشرق: السنة السادسة والثلاثون، 1938 "ص152 وما بعدها. [5] قال عروة بن الورد:
وإني وإن عشرت من خشية الردى ... نهاق حمار إنني لجزوع [6] الملوك الثاني: الاصحاح العاشر، الآية 15-28 Hastings 784
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 12 صفحه : 101