نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 387
وورد أن الذين كان لهم أمر الإجازة بالحجاج، وهي الإفاضة، هم "صوفة". وهم حي من مضر من نسل "الغوث بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر"، وقد سموا "صوفة" و"آل صوفة"؛ لأن "الغوث" أبوهم جعلت أمه في رأسه صوفة وجعلته ربيطًا للكعبة يخدمها. وكانوا يخدمون الكعبة ويجيزون الحاج، أي يفيضون بهم، فيكونون أول من يدفع. وكان أحدهم يقوم فيقول: أجيزي صوفة، فإذا أجازت، قال: أجيزي خندف، فإذا أجازت أذن للناس كلهم في الإجازة. وكانت الإجازة بالحج إليهم في الجاهلية. وكانت العرب إذا حجت وحضرت عرفة لا تدفع منها حتى تدفع بها صوفة، وكذلك لا ينفرون من "منى" حتى تنفر "صوفة"، فإذا أبطأت بهم، قالوا: أجيزي صوفة. وورد أن "صوفة" قوم من "بني سعد بن زيد مناة" من تميم[1].
ويفهم من رواية أن كلمة "صوفة" لم تكن اسم علم، وإنما هي لفظة أطلقت على من كان يتولى البيت أو قام بشيء من خدمته، أو بشيء من أمر المناسك[2]. فهم من رجال الدين، تخصصوا بالإجازة بالناس في مواسم الحج. ولعلهم كانوا يضعون على رأسهم صوفة على هيئة عمامة أو عصابة، أو عطر؛ لتكون علامة على أنهم من أهل بيت دين وشرف. فعرفوا بـ"صوفة" وبـ"آل صوفة"، وبـ"صوفان". وفي ذلك قال: مرة بن خليف الفهمي"، وهو شاعر جاهلي قديم:
إذا ما أجازت صوفة النقب من منى ... ولاح قتار فوقه سفع الدم3
و"يظهر" من الروايات الواردة عن "ثبير" أنه كان من المواضع المقدسة عند الجاهليين، أو أن على قمته صنمًا أو بيتًا كانوا يصعدون إليه لزيارته وللتبرك به[4]. ومن الشعائر المتعلقة بمنى نحر الذبائح، وهي الأضحية في الإسلام و"العتائر". [1] تاج العروس "6/ 169"، "صوف"، معجم الشعراء "382"، ابن هشام "1/ 77، 82". [2] الروض الأنف "1/ 85".
3 معجم الشعراء "382". [4] المشرق، السنة التاسعة والثلاثون "1941م"، "ص259".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 387