نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 385
وقد ذكر العلماء "أن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، ويقولون: أشرق ثبير"[1]. وأن النبي خالفهم، فأفاض حين أسفر قبل طلوع الشمس"[2]. وفي فعل المشركين ذلك، ووقوفهم انتظارًا للإفاضة عند طلوع الشمس، دلالة على عبادة الشمس عندهم، ولهذا غيَّر الرسول هذا الوقت.
و"رمي الجمرات" بمنى من مناسك الحج وشعائره. وهو من شعائر الحج كذلك المعروفة في المحجات الأخرى من جزيرة العرب. كما كان معروفًا عند غير العرب أيضًا. وقد أشير إليه في التوراة[3]. وهو معروف عند "بني إرم"[4]. وكلمة "رجم" من الكلمات السامية القديمة. وقد وردت في حديث "عبد الله بن "مغفل": لا ترجموا قبري، أي لا تجعلوا عليه الرجم، وهي الحجارة، على طريقة أهل الجاهلية، ولا تجعلوه مسنمًا مرتفعًا[5]. وقد فعله أهل الجاهلية على سبيل التقدير والتعظيم. فكان أحدهم إذا مر بقبر، وأراد تقدير صاحبه وتعظيمه وضع رجمة أو رجامًا عليه.
"والجمرات"، أي مواضع "رمي الجمرات" عديدة عند الجاهليين، يطاف حولها، ويحج إليها[6] منها مواضع أصنام، وأماكن مقدسة، ومنها قبور أجداد. وقد ورد قسم بها في بيت ينسب إلى شاعر جاهلي7. وتُرمى الجمرات على مكان عرف بـ"جمرة العقبة" وبـ"الجمار" وبـ"موضع الجمار" وهو بـ"منى"، وتتجمع وتتكوم عنده الحصى. وهي جمرات ثلاث: الجمرة [1] إرشاد الساري "3/ 210". [2] المصدر نفسه. [3] التكوين، الإصحاح الحادي والثلاثون، "وقال لابان ليعقوب: هوذا هذه الرجمة، وهو ذا النصب الذي وضعت بيني وبينك" الآية 51. [4] Shorter Ency, p. 464, Reste, s. 112. [5] النهاية "2/ 74" اللسان "15/ 117 وما بعدها" تاج العروس "8/ 304 وما بعدها"، "رجم". [6] المشرق: السنة: السنة التاسعة والثلاثون تموز – أيلول 1941م، "246"، Reste, s. 111.
7
فأقسم بالذي قد كان ربي ... وأنصاب لدى الجمرات مغر
ابن هشام "534"، المشرق، الجزء المذكور، قال حذيفة بن أنس الهذلي:
لأدركهم شعث النوامي كأنهم ... سواشق حجاج توافي المجمرا
اللسان "5/ 217".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 11 صفحه : 385