responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 158
على رواية أخرى.
وفي هذا البيت الذي ينسبه بعض الرواة إلى أبي قلابة الهذلي:
وَلا تَقولَنْ لِشَيءٍ سَوفَ أَفعَلُهُ ... حَتّى تُلاقِي ما يمني لَكَ الماني1
وتؤدي كلمة "المنون" معنى الدهر والموت[2]، وقد تسبق بكلمة "ريب" في بعض الأحيان، فيقال: "ريب المنون" كما يقال "ريب الدهر"[3].
ويرى "نولدكه" إن هذه الكلمات هي أسماء آلهة، وليست أسماء أعلام، هي أسماء تعبر عن معانٍ مجردة للألوهية، وهي مما استخدام في لغة الشعر للتعبير عن هذه العقائد الدينية. فالزمان مثلًا أو الدهر، لا يعنيان على رأيه هذا إلهًا معينًا، ولا صنمًا خاصًّا، إنما هي تعبير عن فعل الآلهة في الإنسان[4].
وبعض هذه الكلمات -في رأي "ولهوزن"- مثل قضاء ومنية، هي بقايا جمل اختصرت، ولم يبق منها غير بقايا هي هذه الكلمات. فكلمة قضاء هي بقية جملة أصلها "قضاء الله" سقطت منها الكلمة الأخيرة، وبقيت الأولى. وكذلك الحال في منية، فإنها بقية جملة هي: "منية الله، سقط عجزها، وبقي صدرها. وهي تعني أن المنية هي منية الله تصيب الإنسان[5].
يبدو أن من الغريب ذكر الدهر والزمان والحمام والمنايا وأمثالها في الشعر ونسبة الفعل إليها، بينما يهمل ذكر الأصنام فيه أو نسبة الفعل إلى الله. فهل يعني هذا أن الجاهليين لم يكونوا يعلمون أن لله سلطانًا وحولًا، وأن المنايا والحتوف وكل خير أو مكروه هو من فعل الله؟ الواقع أن هذا الذي نذكره يذهب إليه أهل

1 تاج العروس "10/ 347"، اللسان "15/ 292"، "منى".
[2] تاج العروس "9/ 350 وما بعدها".
3 "أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون"، الطور، الآية 30.
أئن رأت رجلًا أعشى أضر به ... ريب المنون ودهر مفند خبل
تخوفني ريب المنون وقد مضى ... لنا سلف قيس معًا وربيع
ديوان عروة بن الورد "ص43" نولدكه".
أمن المنون وديبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع
Caskel, S. 41.
[4] Ency, Religi, I, P. 661.
[5] Reste, S. 222.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 11  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست