responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 275
شرًّا على الأمير المصاحبين له، فإن ذلك الأمير إذا ما بدت الهزيمة كانوا هم البادئين بالنهب والسلب ويحتجون بأنهم هم أولى من الأعداء المحاربين"[1].
"والبدوي إذا لم يجد سلطة تَرْدَعُه أو تضرب على يده يرى من حقه نهب الغادي والرائح، فالحق عنده هو القوة يَخْضَع لها، ويُخْضِع غيره بها. على أن لهؤلاء قواعد للبادية معتبرة عندهم كقوانين يجب احترامها، فالقوافل التي تمرّ بأرض قبيلة وليس معها مَنْ يحميها من أفراد هذه القبيلة معرّضة للنهب، ولذا فقد اعتادت القوافل قديما أن يصحبها عدد غير قليل من القبائل التي ستمر بأرضها ويسمون هذا رفيقًا.
والبدوي يحتقر الحضري مهما أكرمه، كما أن الحضري يحقر البدوي، فإذا وصف البدوي الحضري، فإنه في الغالب يقول حُضيري تصغيرًا لشأنه.
ومن عادة البدوي الاستفهام عن كل شيء، وانتقاد ما يراه مخالفًًا لذوقه أو لعادته بكل صراحة، فإذا مررت بالبدوي في الصحراء استوقفك وسألك من أين أنت قادم؟ وعمن وراءك من المشايخ والحكام؟ وعن المياه التي مررت بها؟ وعن أخبار الأمطار والمراعي؟ وعن أسعار الأغذية والقهوة؟ وعمن في البلد من القبائل؟ وعن العلاقات السياسية بين الحكام بعضهم وبعض.
ومع أن البدو قد اعتادوا النهب والسلب، فإنهم كثيرًا ما يعفون عن أهل العلم خوفًا من غضب الله عليهم، وبعض البدو لا يحلف كاذبًا مهما كانت النتيجة. والبدوي ينكر إذا وجد مجالًا للإنكار، ويلفت بمهارة من الإجابة عما يسأل، ولكن إذا وجه له اليمين وكان لا مفر له اعترف بجرمه إذا كان مذنبًا، ولا يحلف كاذبًا".
"وليس أعدل من البدوي في تقسيم الغنيمة حتى قد يتلفون الشيء تحرّيًا للعدل، ويقسمون السجادة بينهم كما يقسمون القميص أو السروال، كل هذا إرضاءً لضمائرهم ودفعًا للظلم، إنهم يعرفون الخيام حق المعرفة لأنها بيوتهم التي يعيشون فيها، ومع ذلك فهم يقسمونها مراعاة للعدل، أما الإبل والغنم فإنهم يقسمونها إذا أمكن القسمة أو يقوّمونها بثمن إذا لم يكن هنالك سبيل للقسمة".
"والبدو لا يفهمون الحياة حق الفهم كما يفهمها الحضري، لا يفهمون

[1] وهبة "ص11 فما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست