responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 273
أو العرب المستقرين في جزيرة العرب، فإن البعيدين منهم عن الأماكن التي لها اتصال بالعالم الخارجي وبالأجانب لا يزالون يحتفظون بكثير من خصائص عقلية حضر اليمن أو الحجاز عند ظهور الإسلام. ومن هنا تفيدنا ملاحظات "حافظ وهبة" هذه وملاحظات غيره من أذكياء العرب والسياح والخبراء الأجانب، فائدة كبيرة في التعرف على أسس تفكير العرب قبل الإسلام.
وفي حديث "حافظ وهبة" عن طباع الحضر أشار إلى اختلاف طباعهم باختلاف أماكنهم، فقال: "والحضر تختلف طباعهم باختلاف المناطق التي يعيشون فيها، وظروف الحياة التي تحيط بهم فأهل حايل أقرب مظهرًا إلى البداوة. وأهل مكة والمدينة واليمن العالية أبعد مظهرًا عن البداوة من البلاد الأخرى العربية، وأهل القصيم ألين عريكة من أهل العارض، لأنهم كثيرو الاختلاط والتعامل مع البلاد الأخرى كالشام وفلسطين ومصر، ولذا فترى موظفي ديوان الملك المكلفين بالمقابلات والتشريفات من أهل القصيم أو حايل.
وأهل الرياض أرقى بكثير من أهل الدواسر الذين لم يفارقوا بلادهم، ولم يعرفوا شيئا عن أحوال العالم الخارجي[1].
وأشار إلى تنافس الحضر وإلى تفاخرهم وتفضيل أنفسهم بعضهم على بعض في الشمائل والعادات وحتى في اللهجات.
ومن طبع الحضري، كما يقول "حافظ وهبة" "الخلق التجاري"، وهم يتباينون في ذلك أيضًا بتباين أماكنهم، "فأهل القصيم والزلفى وشقرا، أنشط من أهل نجد في التجارة. فقوافلهم تقصد سائر الجهات العربية، وتجّارهم كثيرًا ما يسافرون إلى الهند ومصر في سبل التجارة، والتجار النجديون المعروفون في الهند ومصر والعراق من أهل هذه البلاد". "أما أهل الكويت، فنشاطهم في التجارة البحرية.. ويغلب على حضر الجزيرة -وعلى الأخص أهل خليج فارس- التعاون التجاري سواء بين الأهالي بعضهم مع بعض أو بين الأمراء والأهالي"[2].
أما طباع البداوة، وهي طباع تختلف عن طباع أهل المدن فقد وصفها بقوله:

[1] حافظ وهبة "ص7".
[2] المصدر نفسه "ص8 فما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست