responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 206
فلسطين[1]. وقد أفزعت السياح المحدثين والمستشرقين، ومنهم "لورنس" الذي هاله ما رأى من كثرة الثعابين في الأماكن التي نزل بها وفي جملتها "وادي السرحان2".
والسمك هو من أهم مواد العيش لسكان سواحل الجزيرة، يعيشون عليه ويبيعونه لحمًا جافًّا ويصدرونه إلى الأماكن البعيدة ويحملون الطري منه إلى الأماكن التي لا تبعد كثيرًا عن الساحل. ويجفف ويدق ليكون طعامًا عند الحاجة إليه، كما يكون طعامًا لحيواناتهم كذلك. ولا يزال سكان السواحل يصيدون السمك بالطرق التي تعوّد أهل الجاهلية استعمالها في السمك. ويأتي سمك "السردين" أي السمك الصغير في مواسم الشتاء إلى السواحل بكثرة، فيصاد بسهولة وتغذى به الحيوانات. وطالما تنبعث الروائح الكريهة ويتراكم الذباب بدرجة منفرة من تكدس الأسماك المعرضة للشمس لتجفيفها، فتكون من شر الأماكن لمن لم يتعود دخولها.
ومن أنواع السمك الكبير الذي يوجد في البحر الأحمر وفي البحر العربي والخليج، نوع يقال له "القرش"، يحتاج صيده إلى مهارة وبراعة، ويحمل لبيع لحمه مقطعًا في الأسواق.
وقد اشتهر اليمن والطائف في الحجاز ومواضع أهل الحضر الأخرى بدباغة الجلود ومعالجتها لتحويلها إلى مادة نافعة لصنع الأحذية أو الدلاء أو القُرَب وما شابه ذلك. وقد تصدَّر الجلود مدبوغة أو غير مدبوغة، إلى العراق أو إلى بلاد الشام لبيعها هناك.
وليست لدينا في الزمن الحاضر دراسات علمية دقيقة عن أنواع الحيوانات التي عاشت في جزيرة العرب في العصور السحيقة لما قبل الإسلام. فما عثر عليه من بقايا عظام قديم، أو أصداف ومحار، هو قليل لا يكفي لإعطاء أحكام علمية عن حيوانات جزيرة العرب في العصور البرنزية والحديدية والحجرية، أو ما قبل هذه العصور التأريخية. فليس لنا إلا الانتظار، حتى تأتي الفرص الملائمة التي يقوم فيها العلماء المتخصصون بالتجوال في مختلف بحثًا عن آثار عظام

[1] العدد 21 الآية 24 ما بعدها، أشعياء، 30، الآية 6.
2 Colonel Lawrence, Revolt in the Desert, P., 93, G. Jacob, Studien in Arab. Dichtern, Heft, 1, S.f 93, Heft, 4, S., 10, Montgomery P. 9.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست