نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 145
[1]- الحِرار، أو الأرضون البركانية:
وقد تكوّنت بفعل البراكين، ويشاهد منها نوعان: نوع يتألف من فجوات البراكينن نفسها، ونوع تكوّن من حممها "اللابة" lava التي كانت تقذفها، فتسيل إلى الأطراف ثم تبرد وتتفتت بفعل التقلبات الجوية، فتكون ركامًا من الحجارة البركانية يغطي الأرض بطبقات، قد تكون سميكة، وقد تكون رقيقة، تتبعثر فيظهر من خلال فجواتها وجه الأرض الأصلية.
المهيمنة على البحر، صخرية في أغلب الأحيان، يصعب رسو السفن فيها[1]. وطالما تحطمت عليها السفن المنكوبة، فتكون طعامًا للبحر، وللأعراب الساكنين على السواحل؛ فيكون من ينجو بنفسه من أصحاب تلك السفن وما يتبقّى من حطامها ملكًا لأولئك الساكنين بحسب عرف أهل ذلك الزمان وعاداتهم.
أما الانحدار إلى البحر العربي والخليج العربي، فإنه يكون تدريجيًا وطويلًا ولذلك تكون الأقسام الغربية من جزيرة العرب أعلى من الأقسام الشرقية. وتتألف الأرضون الوسطى من هضبة تُدعى "نجدًا"، يبلغ متوسط ارتفاعها زهاء 2500 قدم. وتمتد في الأقسام الجنوبية من الجزيرة سلاسل من الجبال، يتفاوت ارتفاعها، تسيطر على المنخفضات الساحلية، وعلى ما يليها من أرضين من جهة البرّ، وتتصل هذه بسلسلة جبال اليمن، وتكثر فيها الأودية التي تفصل بين السلاسل، وتأخذ مختلف الاتجاهات من الشمال الشرقي أو من الشمال الغربي إلى سواحل البحر؛ حيث تمثل اتجاهات المياه والسيول[2]. ويكون أعلى ارتفاع لسلسلة الجبال الجنوبية في أقصى الجنوب الشرقي من الجزيرة، أي في عمان؛ حيث يبلغ ارتفاع الجبل الأخضر زهاء عشرة آلاف قدم[3].
وتتكون أغلب الأرضين في جزيرة العرب من بوادٍ وسهول، تغلبت عليها الطبيعة الصحراوية؛ لكن قسمًا كبيرًا منها يمكن إصلاحه إذا ما تعهدته يد الإنسان، واستخدمت في إصلاحه الوسائل العلمية الحديثة. وأما الأرضون الصالحة للزراعة، فإنها تزرع فعلًا لوجود المياه فيها. أما الأرضون التي تعدّ اليوم من المجموعة الصحراوية، فهي: [1] Hitti, P., 14. [2] Ency. Brit., Vol., 2, P., 169. [3] Ency. Brit., Vol., 2, P., 169, Hitti, P., 14.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 145