نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 144
قبائل بدوية، كانت على اتصال بالعبرانيين، وهي بوادٍ تقع شمال جزيرة العرب وفي الأقسام الشمالية منها[1].
أما "أريي"، أي "العربية" في النصوص الأشورية، و"ماتو أريي" "matu a-ra-bi"، أي "أرض العرب" و "بلاد العرب" في النصوص البابلية، و "أربايا" "arabaya" "arpaya" في النصوص الفارسية، "بيث عرباية" "beth' arabaya" في الإرمية؛ فإنها كلها تعني البادية الواسعة التي تفصل العراق عن بلاد الشام. أما حدودها الجنوبية، فلم تحددها النصوص المذكورة[2]. ولكننا نستطيع أن نقول أن امتدادها كان يتوقف على مبلغ علم تلك الشعوب بالعرب، وعلى المدى الذي وصل إليه تعاملهم في بلاد العرب.
فبلاد العرب أو "أرض العرب" "مت أربي" "mat arabi" "mat aribi" هي بادية الشأم أيضًا، وهي كل الأرضين التي تحدها جبال "الأمانوس" "amanus" في الشمال، أي الأرضين التي تقع في جنوبها وكل شبه جزيرة سيناء عند "بلينيوس"3 "plinius". فهن إذن أوسع جدًا مما تصوره علماء الجغرافيا المسلمون لجزيرة العرب.
وإذا نظرنا نظرة عامة إلى خارطة جزيرة العرب، تيسطر على السواحل الضيقة، وتكوّن سلاسل من المرتفعات متصلًا بعضها ببعض، تمتد من بلاد الشأم إلى اليمن، ويقال لهذه المرتفعات جبال "السّراة"4. وهي توازي ساحل البحر الأحمر، وتقترب منه في مواضع عديدة ويبلغ متوسط ارتفاعها زهاء خمسة آلاف قدم. أما أقصى ارتفاع لها، فيبلغ زهاء 12.326 قدمًا، وهو في اليمن[5].
وأما الأرضون المحصورة بين هذه السلسة وساحل البحر؛ فإنها ضيقة، تسيطر عليها هذه المرتفعات، وتنحدر إليها انحدرًا شديدًا قصيرًا. وسواحلها [1] Hastings, A Dictionary of the Bible, Vol., 1, P., 585. [2] Encyclopaedia Biblica, Vol., I, Col., 273.
3 Pliny, Nat. Hist, VI, 142. f., A. Grohmann, Arabien, S., 3.
4السراة: أعلى كل شيء، وهنالك مواضع عديدة يقال لها سراة مضافة إلى القبائل، تاج العروس "10/ 174"، البلدان "5/ 59". [5] C. Rathjens und H. von Wissman: Suedarabische Reise, Hamburg, 1934, Bd., Ill, S-, 2, Ency. Brit., Vol.,2,P., 169
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 144