نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 143
من دم إفريقي أسود ومن عرب، عاشوا في الجاهلية وفي الإسلام على التعرض للسفن بالغزو وعلى الصيد.
ويرى بعض الباحثين أن البحر الأحمر لم يكن وحده نتيجة خسف أصاب بلاد العرب ففصلها عن إفريقية إلا من جهة "طور سيناء"؛ بل إن سواحل بلاد العرب الأخرى، أي السواحل الجنوبية والسواحل الشرقية، تعرضت هي أيضًا لهزّات عديدة، فخسفت في مواضع عديدة مثل "عدن"؛ حيث تكوّن خليج عدن، ومثل الخليج العربي، وكانت هذه الهزات والتصدعات استجابة لتصدع واهتزازات حدثت في الشمال على مقربة من حدود بلاد الشام؛ فامتدت إلى وادي الأردن والبحر الميت فوادي عربة إلى خليج العقبة. وهكذا تعرضت جزيرة العرب في عصور سحيقة في القدم قبل الميلاد لهزات وتحركات أرضية، حتى جعلتها على الشكل الذي نراه عليه الآن[1].
وحدّها الشمالي خط وهمي يمتد في اصطلاح العلماء العرب من خليج العقبة حتى مصبّ شط العرب في الخليج العربي؛ فيكون النفود الشمالي من الحدود التي تفصل الهلال الخصيب عن جزيرة العرب. أما من الناحية "الجيلوجية"، فإن باطن الهلال وحدة لا يستطاع فصلها عن تربة الجزيرة، وجزء لا يختلف من حيث طبيعته الصحراوية وخواصه عن سائر أنحاء بلاد العرب. وأما من الناحية التأريخية، فإن هذا الخط الوهمي المتصور، هو وهم وخطأ، فقد سكن العرب في شمال هذا الخط قبل الميلاد بمئات السنين. سكنوا في العراق من ضفة نهر الفرات الغربية، وامتدوا في البادية حتى بلغوا أطراف الشام. وسكنوا في فلسطين وطور سيناء، حتى بلغوا ضفاف النيل الشرقية. وهي أرضون أدخلها الكتبة القدامى من يونان ولاتين وعبرانيين وسريان في جملة مساكن العرب ودعوها بـ "العربية" وبـ "بلاد العرب"؛ لأن أغلب سكانها كانوا من العرب[2]، حتى ذهب بعض علماء "التوراة"، إلى أن "بلاد العرب" في التوراة، هي مواطن "الإسماعيليين ishmaelite" و "القطوريين keturaean"، أي البوادي التي نزلت بها القبائل المنتسبة إلى "إسماعيل" و "قطورة". وهي [1] B.R. 527 (Restricted) , Geographical Handbook, Series for Official use only, Western Arabia and the Red Sea, June 1946, Naval Intelligence Division, PP., 11 [2] O'Leary, Arabia before Muhammad, P., 5.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 143