responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 120
زعمه بأمر سليمان[1]. وتحدث عن "رئام" فقال: "أما رئام، فإنه بيت كان متنسك، تنسك عنده ويحج إليه. وهو في رأس جبل أقوى من بلد همدان"، ونسبة إلى "رئام بن نهفان بن تبع بن زيد بن عمرو بن همدان"[2]. وقد ذكره "ابن إسحاق" و "ابن الكلبي" و "السهيلي" و "ياقوت الحموي" وغيرهم أيضًا[3] وفي كل الذي ذكروه دلالة على أن ما رووه لم يكن عن مصدر مدوّن؛ وإنما هو رويّ عن أفواه الرجال. وأن تلك الأفواه قد نسيت كثيرًا من الأصل، فحاولت سدّ الثُغر بالقصص المذكور.
بل خذ ما ذكره رجال هم أقدم من "ابن الكلبي" ومن "الهمداني" في الزمان، وألصق منهما عهدًا بالجاهلية مثل "ابن عباس" و "عبيد بن شَرْيَة" وغيرهما، ترَى أن ما ذكراه عنها لا يدل على أنهما أخذا أخبارهما من مورد مكتوب ومن كتب كانت موجودة، ولا أعتقد أن "معاوية بن أبي سفيان"، وهو نفسه، من أدرك الجاهلية، كانت به حاجة إلى "عبيد" وأمثال "عبيد" من قوّال الأساطير، وإلى الاستماع إلى أخبارهم، لو كان عنده شيء مدوّن عن أمر الجاهلية، ثم إنه لو كانت عند "ابن عباس" و "عبيد" وطلاب الشعر الجاهلي والأخبار مدوّنات، لما لجأوا إلى الذاكرة وإلى الرواة والأعراب يلتمسون منهم الأخبار والأشعار وأمور القبائل!
إن جهل أهل الأخبار بأصنام أهل اليمن القديمة التي ترد أسماؤهم في كتابات المسند، وذكرهم أسماء أصنام جديدة زعموا أنها كانت معبودة عند أهل اليمن لم يرد لها ذكر في كتابات المسند، أشار "ابن الكلبي" وغيره إلى بعضها، وإشاراتهم إلى دخول اليهودية والنصرانية إلى اليمن، وإلى تهود "تبّع" وهو في "يثرب" في طريقه إلى اليمن، وأخذه حبرين من أحبار يهود معه، وأمره بتهديم معبد "رئام"، بناء على إشارة الحبرين[4]، ثم ظهو جمل وألفاظ في كتابات المسند تدل على التوحيد وعلى وقوع تغيّر وتطور في ديانات أهل اليمن، مثل عبادة "الرحمن" وعبادة "ذو سموي"، أي "ذو السماء" أو "صاحب

[1] Detlef Nielsen, Der Sab. Gott Ilmukad, S. 2, D.H. Mueller, Burgen und schloesser, Bd. 2 S. 972.
[2] الإكليل "8/ 66"، "8/ 82"، "طبعة الكرملي".
[3] الأصنام "12"، الإكليل"8/ 82 فما بعدها" "طبعة الكرملي".
[4] الأصنام "12 فما بعدها"، البلدان "4/ 345".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست