responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 119
بل ما لنا وللجاهلية، ولنراجع تأريخ الإسلام نفسه، خذ تأريخ آباء الرسول وطفولة الرسول إلى يوم مبعثه؛ بل حتى بعد مبعثه، ثم خذ سير الصحابة وما وقع في صدر الإسلام من أحداث، ترَى أن ما ورد من سيرة آباء الرسول وسيرة الرسول إلى الهجرة، مقتضبًا بعض الاقتضاب، وأن ما ذكر هو من الأمور التي تحفظها الذاكرة عادة، وما فيما عدا ذلك مما وقع للرسول؛ فغير موجود، وترى اقتضابًا مخلًا في سيرة الصحابة، واضطرابًا في تواريخ الحوادث، واختلافًا بين الصحابة في ذلك. أما سبب ذلك فهو عدم تعود الناس إذ ذاك تسجيل أخبار الحوادث وما يقع لهم، وعدم وجود مسجلين مع السريا والغزوات والفتوح يكون واجبهم تسجيل أخبارهم وتدوين وقائعها، حتى ما سجل من أمر ديوان الجند والأنساب وأمثال ذلك، لم يكن في نسخ عديدة؛ فضاع أكثره، ولم يصل إلى الأخباريين لذلك يوم شرعوا في التدوين. وإذا كان هذا حال أخبار الإسلام، وهي أمور على جانب خطير من الأهمية بالقياس إلى المسلمين، فهل يعقل بقاء أخبار الجاهلية كاملة إلى زمن شروع الناس في التدوين في الإسلام، وقد ضاعت قبل الإسلام بزمان؟
لقد قلت فيما سلف إن الهَمْداني وغيره ممن عنوا بأخبار اليمن، لم يعرفوا من تأريخ اليمن القديم إلّا القليل، ولم يعرفوا من أخبار دول اليمن القديمة شيئًا، ولم يحفظوا من أسماء ملوكها إلا بعض الأسماء، وقد حرف حتى هذا البعض، أما معارفهم من معبودات أهل اليمن القديمة، فصفر؛ فلسنا نجد في كتبهم إشارة ما إلى عبادة "عشتر" ولا إلى عبادة "أنبى" و "ذات صنتم" و "نكرح" و "سين" و "حوكم" "حكم" و "هوبس" ولا إلى بقية المعبودات. نعم، أشار "الهمداني" إلى اسم إله من آلهة "همدان" هوم "تالب"، وكانت محجته في "ريم" "ريام"، يقصدها الناس في ذلك الزمن للزيارة والتبرك؛ ولكنه لم يعرف أنه كان إلهًا، بل ظن أنه ملك من ملوك همدان، فدعاه باسم "تالب"، وزعم أنه ابن "شهوان"[1]. وجعل "المقه"، وهو إله سبأ العظيم، المقدم عندهم على جميع الأصنام، اسم بناء من أبنية جنّ سليمان. وقد بُني على ما

[1] الإكليل "10/ 17".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست