فجعل بلعاء يعترض لطائمه فينتهبها. ففعل ذلك مرتين. فخاف النعمان على لطيمته. فقال يومئذ: «من يجير [1] هذه العير؟» فقال البراض: أنا اجيرها لك. فقال الرحال عروة بن عتبة ابن جعفر بن كلاب: «أنت تجيرها على أهل الشيح والقيصوم؟
وإنما أنت كلب خليع. أنت والله أضيق استامن ذلك. ولكني أنا أيها الملك اجيرها لك من الحيين كليهما» . فقال البراض: «أأنت تجير على تهامة؟» فلم يلتفت النعمان إلى قول البراض وازدراه.
فدفع اللطيمة إلى عروة الرحال. فخرج بالعير وخرج البراض في أثره. فلما كان ببعض الطريق أخرج البراض الأزلام يستقسم بها.
فقال له الرحال: «ما تصنع؟» قال: «أستخير فى قتلك» . فضحك عروة. ولم يره شيئا. فلما انتهى عروة إلى أهله دوين الجريب بماء يقال له «اوارة» [2] أنزل اللطيمة وسرّح الظهر ودخل عروة قبته فنام. ووثب عليه البراض، فقتله. ثم مضى حتى أتى خيبر. فكان بسببه حرب الفجار بين كنانة وقيس.
وأما (تأبط شرا) ، وهو ثابت بن جابر بن سفيان، فانه كان [1] فى الأصل «يجيز، أجيز، تجيز» بالزاي فى جميع هذه الحكاية وهو تصحيف. [2] فى المنمق، ص 128 «أرارة» برائين.