ففاته. فخلي النعمان لعياض اهله وماله. وكان للنعمان ابن مسترضع عند سنان بن أبي حارثة. وكانت سلمى بنت ظالم تحت سنان. فجاء الحارث إلى أخته على لسان سنان حتى أعطته ابن النعمان. فضرب عنقه. ولحق بمكة. فجاور عبد الله بن جدعان.
وأما فتك (البراض) وهو رافع بن قيس فانه كان حالف بني سهم من قريش. فعدا على رجل من هذيل فقتله. فجاء بنو هذيل إلى بني سهم يطلبون بدم صاحبهم. فقال بنو سهم: «قد خلعناه وتبرأنا من جرائره» . فقالت هذيل: «من يعرف هذا؟» فقال العاص بن وائل: «أنا خلعته كما يخلع الكلب» . فسكت الهذليون ولم يروا وجه طلب. فأتى حرب بن [1] امية فحالفه فعدا على رجل من خزاعة فقتله وهرب إلى إليمن. فأقام بها سنة. ثم قدم ودنا من مكة. فاذا الهذليون والخزاعيون يطلبونه وقد خلع. فقال: «ما لى خير من النعمان ابن المنذر» . فلحق به فوافق وفود العرب بالحيرة عنده. فأقام يطلب الإذن معهم. فلم يصل حتى طال عليه المقام وجفى. وكان للنعمان لطيمة يبعث بها كل عام للتجارة إلى موسم عكاظ. فخرج/ النعمان فجلس للناس بالحيرة وكانت عيرات النعمان ولطائمه التي توافي سوق الموسم إذا دخلت تهامة لم تهج. حتى قتل النعمان أخا بلعاء بن قيس الكناني [1] فى الأصل «ابن» مع أنه فى وسط السطر.