لعدم وجود الدواء الكافي. نحن لا نناقش هنا وجه الظلم في سياسة حصار العراق، وفرض الوصاية الدولية على مقدراته وثرواته فهذا موضوع آخر يتعلق بالنظام الدولي الجديد والعدالة التي تنشرها أمريكا في العالم بعد أن انفردت بزعامته.
ولكننا فقط نلوم الزعيم الذي عرض وطنه وأمته لهذا البلاء المبين والكرب العظيم، ولم يدرك أن الخروج على الخطوط الحمراء للسياسة الأمريكية يؤدي إلى الحتف، ومن سوء حظه أنه كان أول من خرج على هذه الخطوط وأول متمرد على النظام العالمي الجديد وعلى زعامته، مما استوجب من وجهة نظرها أن تكون ضربته قاتلة بل مدمرة ليكون عبرة لمن يعتبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* الإسلام العدو الأول للغرب:
هكذا يقول الغربيون صغارا وكبارا، من رؤساء الدول وزعماء السياسة إلى الصحفيين والكتاب، الإسلام العدو الأول للغرب والحضارة الغربية بعد زوال الشيوعية.
الإسلام الذي كان الحليف الأول والأكثر فعالية للغرب في صراعه مع الشيوعية.
أصبح اليوم- بين عشية وضحاها- العدو الأول، ومبدأ الجهاد الذي استثمره الغرب في القضاء على الشيوعية، أصبح الآن هو الإرهاب بعينه، وهذا العداء الغربي للإسلام لا يخفيه الغربيون أبدا، بل يعلنونه بتفاخر بلسان حالهم وبأفعالهم معا. وكل تعاملهم مع المسلمين يقوم على منطق التعالي والإحساس بالتفوق وأنهم الأذكى والأعلم والأكثر تحضرا، بل لا يعترفون أبدا للعالم الإسلامي بأي تحضر، وكيف يكون متحضرا وهو العدو الأول للحضارة، وعلى الرغم من المؤتمرات والندوات واللقاآت التي تعقد في الغرب وفي البلاد الإسلامية- وما أكثرها- تحت شعار التعاون والتحاور والآفاق المشتركة- بين العالم الإسلامي والغرب- رغم كل هذا إلا أن التصرفات العملية تنضح بالاحتقار للعالم الإسلامي من جانبهم. وأكثر بلد تظهر فيها تلك الروح العدائية للإسلام والمسلمين هي أمريكا وهذا هو الرئيس نيكسون الذي يقول في صراحة يحسد عليها ودون مواربة: «لا توجد دولة ولا حتى الصين الشيوعية، تحظى بالصورة السلبية- تعبير مهذب عن الكراهية والعداء- في الضمير الأمريكي، كما هو الحال بالنسبة للعالم الإسلامي» [1] ويقول نيكسون عبارة أخرى: «إن العالم الإسلامي يشكل واحدا من أعظم التحديات [1] انتهزوا الفرصة، مرجع سابق (ص 39) .