وبقيت مهمته كرئيس للدولة الإسلامية، وكان لا بد لهذه المهمة من يشغلها، وقد أعطى الصحابة- رضوان الله عليهم- هذه القضية ما تستحقه من اهتمام وبرهنوا على إحساس عميق بالمسؤولية فحسموا أمر من يخلف النبي صلّى الله عليه وسلم في زعامة الدولة، في نفس اليوم الذي توفي فيه- على أرجح الروايات- وبويع أبو بكر الصديق خليفة وزعيما للأمة، بما يشبه الإجماع، وكان تعليق أحد الصحابة على هذه البيعة المباركة بهذه السرعة- وهو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل- قال: «لقد كرهنا أن نبيت ليلة واحدة بعد وفاة نبينا بدون إمام» .
وبعد؛ فهذه لمحة موجزة عن دولة الإسلام وإدارتها وجهاز حكمها في عهد رسول الله ولمن يريد المزيد من التفصيلات عن الموضوع فليرجع إلى المصادر التي تحدثت عن نظام الحكم في الإسلام قديما وحديثا، وهي أكثر من أن يأتي عليها الحصر، فمن المصادر القديمة: كتاب «الأحكام السلطانية» لأبي يعلى، وكتاب «الأحكام السلطانية» للماوردي، «والفخري في الآداب السلطانية» لابن طباطبا، «والوزراء والكتاب» للجهشياري، «ومقدمة ابن خالدون» ، وكتاب «تخريج الدلالات السمعية» لأبي الحسن الخزاعي- وقد سبقت الإشارة إليه- وكتابا «السياسة الشرعية» و «الحسبة في الإسلام» لابن تيمية.
ومن الكتب الحديثة: «كتاب الحكومة النبوية» لعبد الحي الكتابي الذي سبقت الإشارة إليه أيضا، وكتاب «نظام الحكم في الشريعة والتاريخ» لظافر القاسمي، وكتاب «نظام الحكم في الإسلام» للشيخ صادق عرجون، وكتاب «دولة الإسلام والعالم» للدكتور محمد حميد الله الحيدر آبادي، ترجمة الدكتور فتحي عثمان، وكتاب «دولة الفكرة التي أقامها رسول الله عقب الهجرة» للدكتور محمد فتحي عثمان، وكتاب «النظم الإسلامية» للدكتور صبحي الصالح، وكتاب «النظم الإسلامية» للدكتورين حسن إبراهيم حسن وعلى إبراهيم حسن، وكتاب «النظم الإسلامية» للدكتور إبراهيم أحمد العدوي، وكتاب «الدين والدولة من توجيه القرآن» للدكتور محمد البهي ... إلخ.