أكثر من أهلها، فيقول: «كان الشيء الأساسي في أوامر محمد المختومة إلى عبد الله بن جحش، أن يذهب إلى نخلة، وينصب كمينا لقافلة قرشية، والشيء الثاني أن يرفع تقريرا لمحمد، وهذه إضافة لاحقة تحاول أن تجعل كلمة- ترصّدوا- بمعنى «راقبوا» بدلا من «ينصب كمينا» وهكذا ترفع المسؤولية عن محمد بسبب أي معركة دموية، ومما لا شك فيه أن محمدا أمر بالقيام بهذه المهمة، مع علمه بأنها ربما تؤدي إلى سقوط القتلى من رجاله أو من رجال أعدائه» [1] . هذا كلام منتجومري وات.
ونحن بادئ ذي بدء لا نعتبر التعرض لقوافل قريش من قبل المسلمين تهمة ندفعها، بل إن هذا حقهم، وهو العدل بعينه قصاصا من قريش التي صادرت أموالهم وديارهم وحرياتهم، وقد خرج النبي صلّى الله عليه وسلم بنفسه يعترض لعير قريش أكثر من مرة كما رأيت، كذلك أمر أصحابه بالتعرض لها فليس في ذلك عيب، بل هو واجب عليهم؛ فالمسلم مطالب برفع الظلم أينما وكيفما كان، ومن باب أولى فعلى المسلم الحقّ أن يحارب الظلم الواقع عليه هو نفسه.
ولكن الذي نلاحظه أن هذا المستشرق يحاول أن يفهم اللغة العربية بطريقة تغاير ما تدل عليه مفرداتها، وبغير الطريقة التي يفهمها بها أهلها. فكلمة- ترصّدوا- يفهمها الخواجة بمعنى «ينصب كمينا» لا أدري كيف؟ ويجد من نفسه الجرأة على القول: إن هذه إضافة لاحقة تحاول أن تجعل كلمة ترصّدوا بمعنى «راقبوا» بدلا من «ينصب كمينا» وهكذا ترفع المسؤولية عن محمد ... إلخ. ولم يقل لنا الأستاذ- وات-: متى أضيفت هذه الإضافة؟ وممّن كان النبي صلّى الله عليه وسلم يخشى المساءلة؟ أمن المشركين أم من هذا المستشرق الذي جاء في آخر الزمان يفسر تاريخ الإسلام على هواه؟ ويمضي هذا المستشرق في ترهاته فيقول: «ومما لا شك فيه أن محمدا أمر بالقيام بهذه المهمة، مع علمه بأنها ربما تؤدي إلى سقوط القتلى من رجاله أو من رجال أعدائه» الرسول صلّى الله عليه وسلم- وهو الصادق المعصوم- يقول لأصحابه: «ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام» والأستاذ- وات- يحاول أن يوحي كما لو أن في الأمر خديعة أو تغرير بالمسلمين، وتهرب من جانب النبي- حاشا لله- من المسؤولية. وهذا بهتان عظيم، وافتراء على الحقيقة، وليّ للنصوص وتحريف [1] منتجومري وات- محمد في المدينة (ص 12) .