نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير جلد : 11 صفحه : 81
الاربعين، وقيل بن إنما عمره ثنتين وثلاثين سنة فالله أعلم.
قرأ بعضهم على قبره هذه الأبيات:
ذهب الأحبة بعد طول تزاور * ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا تركوك أوحش ما تكون بقفرة * لم يؤنسوك وكربة لم يدفعوا قضى القضاء وصرت صاب حفرة * عنك الأحبة أعرضوا وتصدعوا [1] ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فِيهَا دخل المسلمون بلاد الروم فغنموا وسلموا.
وَفِيهَا تَكَامَلَ غَوْرُ الْمِيَاهِ بِبِلَادِ الرَّيِّ وَطَبَرِسْتَانَ.
وفيها غلت الأسعار جداً وجهد الناس حَتَّى أَكَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْكُلُ ابْنَهُ وَابْنَتَهُ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
وَفِيهَا حَاصَرَ الْمُعْتَضِدُ قَلْعَةَ مَارْدِينَ وَكَانَتْ بِيَدِ حَمْدَانَ بْنِ حَمْدُونَ فَفَتَحَهَا قَسْرًا وَأَخَذَ مَا كَانَ فِيهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِتَخْرِيبِهَا فَهُدِّمَتْ.
وَفِيهَا وصلت قطر الندى بنت خمارويه سلطان الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ إِلَى بَغْدَادَ فِي تَجَمُّلٍ عَظِيمٍ ومعها من الجهاز شئ كثير حَتَّى قِيلَ إِنَّهُ كَانَ فِي الْجِهَازِ مِائَةُ هَاوُنٍ مِنْ ذَهَبٍ غَيْرَ الْفِضَّةِ وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ مِنَ الْقُمَاشِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يحصى.
ثم بعد كل حساب أرسل معها أبوها ألف ألف دينار وخمسين أَلْفِ دِينَارٍ لِتَشْتَرِيَ بِهَا مِنَ الْعِرَاقِ مَا قد تحتاج إليه مما ليس بمصر مثله.
وَفِيهَا خَرَجَ الْمُعْتَضِدُ إِلَى بِلَادِ الْجَبَلِ وَوَلَّى ولده علياً المكتفي نيابة الري وقزوين وأزربيجان [2] وهمدان وَالدِّينَوَرِ، وَجَعَلَ عَلَى كِتَابَتِهِ أَحْمَدَ بْنَ الْأَصْبَغِ، وَوَلَّى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دلف نيابة أصبهان ونهاوند والكرج [3] ، ثُمَّ عَادَ رَاجِعًا إِلَى بَغْدَادَ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، وَأَصَابَ الْحُجَّاجَ في الاجفر مطرا عَظِيمٌ فَغَرِقَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ، كَانَ الرَّجُلُ يَغْرَقُ فِي الرَّمْلِ فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى خَلَاصِهِ منه. وفيها توفي من الأعيان إبراهيم بن الحسن بن ديزيل الحافظ صاحب كتاب المصنفات، ومنها في وقعة صفِّين مُجَلَّدٌ كَبِيرٌ.
وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ بِالْكُوفَةِ فِي جُمَادَى مِنْهَا [4] .
وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ المعروف بابن الجيلي سَمِعَ الْحَدِيثَ وَكَانَ يُفْتِي النَّاسَ بِالْحَدِيثِ، وَكَانَ يوصف بالفهم والحفظ. وفيها توفي: [1] الابيات في وفيات الاعيان 3 / 464 ونسبها لسليمان بن يزيد العدوي. [2] في الطبري 11 / 344 وابن الاثير 7 / 467: زنجان وأبهر وقم.
(مروج الذهب 4 / 276) . [3] من الطبري وابن الاثير: وفي الاصل: الكرخ.
وفي مروج الذهب: فكالاصل. [4] في الطبري: لخمس ليال بقين من جمادى ودفن بالكوفة في موضع يقال له: مسجد السهلة (*) .
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير جلد : 11 صفحه : 81