responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 11  صفحه : 402
بِقَلِيلٍ مِنْ مَاءٍ فَقَالَ لَهُ ابْنُ حَامِدٍ: من أين لك؟ فقال: ما هذا وقت سؤالك اشْرَبْ، فَقَالَ: بَلَى هَذَا وَقْتُهُ عِنْدَ لِقَاءِ الله عز وجل، فَلَمْ يَشْرَبْ وَمَاتَ مِنْ فَوْرِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
الحسين بن الحسن ابن مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَلِيمِيُّ، صَاحِبُ الْمِنْهَاجِ فِي أُصُولِ الدِّيَانَةِ، كَانَ أَحَدَ مَشَايِخِ الشَّافِعِيَّةِ، وُلِدَ بِجُرْجَانَ وَحُمِلَ إِلَى بُخَارَى، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ الْمُحَدِّثِينَ فِي عَصْرِهِ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِبُخَارَى.
قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: انْتَهَتْ إِلَيْهِ الرِّيَاسَةُ فِيمَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَلَهُ وُجُوهٌ حَسَنَةٌ فِي الْمَذْهَبِ، وَرَوَى عنه الحاكم أبو عبد الله.
فيروز أبو نصر الملقب ببهاء الدَّوْلَةِ بْنُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ الدَّيْلَمِيُّ، صَاحِبُ بَغْدَادَ وغيرها، وَهُوَ الَّذِي قَبَضَ عَلَى الطَّائِعِ وَوَلَّى الْقَادِرَ، وَكَانَ يُحِبُّ الْمُصَادَرَاتِ فَجَمَعَ مِنَ الْأَمْوَالِ مَا لَمْ يَجْمَعْهُ أَحَدٌ قَبْلَهُ مِنْ بَنِي بُوَيْهِ، وَكَانَ بَخِيلًا جِدًّا - تُوُفِّيَ بِأَرَّجَانَ فِي جُمَادَى الآخرة منها عن ثنتين وأربعين سنة وثلاث أشهر [1] ، وكان مرضه بالصرع، ودفن بالمشهد إِلَى جَانِبِ أَبِيهِ.
قَابُوسُ بْنُ وُشْمَكِيرَ كَانَ أهل دولته قد تغيروا عليه فبايعوا ابنه منوجهر وقتلوه كما ذكرنا، وَكَانَ قَدْ نَظَرَ فِي النُّجُومِ فَرَأَى أَنَّ وَلَدَهُ يَقْتُلُهُ، وَكَانَ يَتَوَهَّمُ أَنَّهُ وَلَدَهُ دَارَا، لِمَا يَرَى مِنْ مُخَالَفَتِهِ لَهُ، وَلَا يَخْطِرُ بِبَالِهِ مِنُوجِهْرُ لِمَا يَرَى مِنْ طَاعَتِهِ لَهُ، فكان هلاكه على يد منوجهر، وقد قدمنا شيئاً من شعره فِي الْحَوَادِثِ.
الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْبَاقِلَّانِيُّ مُحَمَّدُ بن الطيب أبو بكر الباقلاني، رأس المتكلمين على مذهب الشافعي، وهو من أَكْثَرِ النَّاسِ
كَلَامًا وَتَصْنِيفًا فِي الْكَلَامِ، يُقَالُ إِنَّهُ كَانَ لَا يَنَامُ كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى يكتب عشرين ورقة من مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ عُمُرِهِ، فَانْتَشَرَتْ عَنْهُ تَصَانِيفُ كثيرة، منها التبصرة، ودقائق الحقائق، والتمهيد في أصوله الفقه، وشرح الْإِبَانَةِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْمَجَامِيعِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ، ومن أحسنها كِتَابُهُ فِي الرَّدِّ عَلَى الْبَاطِنِيَّةِ، الَّذِي سَمَّاهُ: " كَشْفَ الْأَسْرَارِ وَهَتْكَ الْأَسْتَارِ "، وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي مَذْهَبِهِ فِي الْفُرُوعِ: فَقِيلَ شَافِعِيٌّ وَقِيلَ مَالِكِيٌّ، حكى ذلك عنه أبو ذر الهروي، وقيل إِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ عَلَى الْفَتَاوَى: كَتَبَهُ مُحَمَّدُ بن

[1] في الكامل 9 / 241: وتسعة أشهر ونصفا (*) .
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 11  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست