responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 11  صفحه : 305
ثم دخلت سنة ستين وثلثمائة في عاشر محرمها عملت الرافضة بدعتهم المحرمة على عادتهم المتقدمة.
وَفِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْهَا أَخَذَتِ الْقَرَامِطَةُ دِمَشْقَ وقتلوا نائبها جعفر بن فلاح، وَكَانَ رَئِيسَ الْقَرَامِطَةِ وَأَمِيرَهُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَهْرَامٍ وَقَدْ أَمَدَّهُ عِزُّ الدَّوْلَةِ مِنْ بَغْدَادَ بِسِلَاحٍ وَعُدَدٍ كَثِيرَةٍ، ثُمَّ سَارُوا إِلَى الرملة فأخذوها وتحصن بها من كان بها من المغاربة نواباً.
ثم إن القرامطة تركوا عليهم من يحاصرها ثم ساروا نحو القاهرة فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنَ الْأَعْرَابِ وَالْإِخْشِيدِيَّةِ وَالْكَافُورِيَّةِ، فَوَصَلُوا عَيْنَ شَمْسٍ فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَجُنُودُ جَوْهَرٍ القائد قِتَالًا شَدِيدًا، وَالظَّفَرُ لِلْقَرَامِطَةِ وَحَصَرُوا الْمَغَارِبَةَ حَصْرًا عَظِيمًا، ثُمَّ حَمَلَتِ الْمَغَارِبَةُ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ عَلَى مَيْمَنَةِ الْقَرَامِطَةِ فَهَزَمَتْهَا وَرَجَعَتِ الْقَرَامِطَةُ إِلَى الشام فجدوا في حصار باقي المغاربة فَأَرْسَلَ جَوْهَرٌ إِلَى أَصْحَابِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ مَرْكَبًا ميرة لأصحابه، فأخذتها القرامطة سوى مركبين أخذتها الإفرنج.
وَجَرَتْ خُطُوبٌ كَثِيرَةٌ.
وَمِنْ شَعْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ أحمد بن بهرام أمير القرامطة في ذلك: زَعَمَتْ رِجَالُ الْغَرْبِ أَنِّي هِبْتُهَا * فَدَمِي إِذَنْ مَا بَيْنَهُمْ مَطْلُولُ يَا مِصْرُ إِنْ لَمْ أَسْقِ أَرْضَكِ مِنْ دَمٍ * يَرْوِي ثَرَاكِ فَلَا سَقَانِي النِّيلُ وَفِيهَا تَزَوَّجَ أَبُو تَغْلِبَ بْنُ حمدان بنت بَخْتِيَارَ عِزِّ الدَّوْلَةِ وَعُمُرُهَا ثَلَاثُ سِنِينَ عَلَى صداقة مِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَوَقَعَ الْعَقْدُ فِي صَفَرٍ منها.
وَفِيهَا اسْتَوْزَرَ مُؤَيِّدُ الدَّوْلَةِ بْنُ رُكْنِ الدَّوْلَةِ الصَّاحِبَ أَبَا
الْقَاسِمِ بْنَ عَبَّادٍ فَأَصْلَحَ أُمُورَهُ وَسَاسَ دَوْلَتَهُ جَيِّدًا.
وَفِيهَا أُذِّنَ بِدِمَشْقَ وَسَائِرِ الشام بحي على خير العمل.
قال ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ جَعْفَرِ بْنِ فَلَاحٍ نائب دمشق: وهو أول من تأمر بها عن الفاطميين، أخبرنا أبو محمد الأكفاني قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِرَامٍ: وَفِي يَوْمِ الْخَمِيسِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ من صفر من سنة ستين وثلثمائة أَعْلَنَ الْمُؤَذِّنُونَ فِي الْجَامِعِ بِدِمَشْقَ وَسَائِرِ مَآذِنِ البلد، وسائر الْمَسَاجِدِ بِحَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ بَعْدَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، أَمَرَهُمْ بِذَلِكَ جَعْفَرُ بْنُ فَلَاحٍ، وَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى مُخَالَفَتِهِ، وَلَا وَجَدُوا مِنَ الْمُسَارَعَةِ إِلَى طَاعَتِهِ بُدًّا.
وَفِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثامن من جمادى الآخرة أُمِرَ الْمُؤَذِّنُونَ أَنْ يُثَنُّوا الْأَذَانَ وَالتَّكْبِيرَ فِي الْإِقَامَةِ مَثْنَى مَثْنَى.
وَأَنْ يَقُولُوا فِي الْإِقَامَةِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ، فَاسْتَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ وصبروا على حكم الله تعالى: وفيها توفي من الأعيان..سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ أَبُو الْقَاسِمِ الطبراني الحافظ الكبير صاحب المعاجم الثلاثة: الكبير، والأوسط، والصغير.
وله كتاب السُّنَّةِ وَكِتَابِ مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ المصنفات المفيدة، عمَّر مائة سنة.
توفي بِأَصْبَهَانَ وَدُفِنَ عَلَى بَابِهَا عِنْدَ قَبْرِ حُمَمَةَ الصحابي.
قاله أبو الفرج بن الجوزي.
قال ابن خلكان: سمع مِنْ أَلْفِ شَيْخٍ، قَالَ: وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي يَوْمِ السَّبْتَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ

نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 11  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست