responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 11  صفحه : 23
كَمَا هَتَكَ سِتْرِي وَقَتَلَ وَلَدِي وَبَدَّدَ شَمْلِي وَأَخَذَ مَالِي وَغَرَّبَنِي عَنْ بَلَدِي وَرَكِبَ الْفَاحِشَةَ مني.
ثم استقرت الخلافة باسم المهتدي بالله.
وكانت بحمد الله خلافة صالحة.
قَالَ يَوْمًا لِلْأُمَرَاءِ: إِنِّي لَيْسَتْ لِي أُمٌّ [1] لَهَا مِنَ الْغَلَّاتِ مَا يُقَاوِمُ عَشَرَةَ آلَافِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَلَسْتُ أُرِيدُ إِلَّا الْقُوتَ فَقَطْ لا أُرِيدُ فَضْلًا عَلَى ذَلِكَ إِلَّا لِإِخْوَتِي، فَإِنَّهُمْ مستهم الحاجة.
وفي يوم الخمسين لِثَلَاثٍ بَقِينَ مِنْ رَمَضَانَ أَمَرَ صَالِحُ بْنُ وَصِيفٍ بِضَرْبِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَانَ وَزِيرًا، وَأَبِي نُوحٍ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي كَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ، وَكَانَ كَاتِبَ قَبِيحَةَ، فَضُرِبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَمْسَمِائَةِ سَوْطٍ بَعْدَ اسْتِخْلَاصِ أَمْوَالِهِمَا ثُمَّ طِيفَ بِهِمَا عَلَى بَغْلَيْنِ منكسينن فَمَاتَا وَهُمَا كَذَلِكَ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَنْ رضى المهتدي ولكنه ضعيف لَا يَقْدِرُ عَلَى الْإِنْكَارِ عَلَى صَالِحِ بْنِ وَصِيفٍ فِي بَادِئِ الْأَمْرِ [2] .
وَفِي رَمَضَانَ فِي هذه السنة وقعت فتنة بغداد أيضاً بين محمد بن أوس ومن تبعه مِنَ الشَّاكِرِيَّةِ وَالْجُنْدِ وَغَيْرِهِمْ، وَبَيْنَ الْعَامَّةِ وَالرَّعَاعِ، فَاجْتَمَعَ مِنَ الْعَامَّةِ نَحْوٌ مَنْ مِائَةِ أَلْفٍ وكان بين النَّاس قتال بالنبال والرماح والسوط، فقتل خَلْقٌ كَثِيرٌ ثمَّ انْهَزَمَ مُحَمَّدُ بْنُ أَوْسٍ وَأَصْحَابُهُ فَنَهَبَتِ الْعَامَّةُ مَا وَجَدُوا مِنْ أَمْوَالِهِ، وهو ما يُعَادِلُ أَلْفَيْ أَلْفٍ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
ثمَّ اتَّفق الْحَالُ عَلَى إِخْرَاجِ مُحَمَّدِ بْنِ
أَوْسٍ من بغداد إلى أين أراد.
فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا طَرِيدًا، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ النَّاسِ مَرْضِيَّ السِّيرَةِ بَلْ كَانَ جَبَّارًا عَنِيدًا، وَشَيْطَانًا مَرِيدًا وَفَاسِقًا شَدِيدًا، وَأَمَرَ الخليفة بأن ينفي القيان والمغنون مَنْ سَامَرَّا، وَأَمَرَ بِقَتْلِ السِّبَاعِ وَالنُّمُورِ الَّتِي في دار السلطان، وقتل الكلاب المعدة للصيد أيضاً.
وأمر بإبطال الْمَلَاهِي وَرَدِّ الْمَظَالِمِ وَأَنْ يُؤْمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْهَى عن المنكر، وجلس للعامة [3] .
وكانت ولايته في الدنيا كُلُّهَا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ وَغَيْرِهَا مُفْتَرِقَةٌ.
ثُمَّ استدعى الخليفة مُوسَى بْنَ بُغَا الْكَبِيرِ إِلَى حَضْرَتِهِ لِيَتَقَوَّى به على من عنده من الأتراك ولتجتمع كلمة الخلافة، فاعتذر إليه مِنَ اسْتِدْعَائِهِ بِمَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْجِهَادِ في تلك البلاد.
خَارِجِيٍّ آخَرَ ادَّعَى إنَّه مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ بالبصرة في النصف من شوال ظَهَرَ رَجُلٌ بِظَاهِرِ الْبَصْرَةِ زَعَمَ أَنَّهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أبي طالب، ولم يكن صادقاً وإنما كان عسيفاً - يعني أجيراً - مَنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، وَاسْمُهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، وَأُمُّهُ قُرَّةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ رَحِيبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ مِنْ

[1] كانت أمه قد ماتت قبل استخلافه، وقد كانت تحت المستعين ولما قتل جعلها المعتز في قصر الرصافة، فماتت.
[2] في مروج الذهب 4 / 212: قتلهما المهدي لامور كانت منهما استحقا عند المهدي فيما يجب في حكم الشريعة أن يفعل بهما ذلك.
[3] قال المسعودي في مروجه: فثقلت وطأته على العامة والخاصة بحمله إياهم على الطريق الواضحة فاستطالوا خلافته وسئموا أيامه وعملوا الحيلة عليه حتى قتلوه (*) .
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 11  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست