نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير جلد : 11 صفحه : 169
سَرِيًّا السَّقَطِيَّ، وَكَانَ الْجُنَيْدُ يُكْرِمُهُ وَيَحْتَرِمُهُ.
وَلَمَّا حَضَرَتِ الْجُنَيْدَ الْوَفَاةُ أَوْصَى أَنْ يُجَالَسَ الْجَرِيرِيُّ، وَقَدِ اشْتَبَهَ عَلَى الْجَرِيرِيِّ هَذَا شَأْنُ الْحَلَّاجِ فَكَانَ مِمَّنْ أَجْمَلَ الْقَوْلَ فِيهِ، عَلَى أَنَّ الْجَرِيرِيَّ هَذَا مَذْكُورٌ بِالصَّلَاحِ وَالدِّيَانَةِ وَحُسْنِ الْأَدَبِ.
الزَّجَّاجُ صَاحِبُ مَعَانِي الْقُرْآنِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ سَهْلٍ أَبُو إِسْحَاقَ الزَّجَّاجُ، كَانَ فَاضِلًا دَيِّنًا حَسَنَ الِاعْتِقَادِ، وَلَهُ الْمُصَنَّفَاتُ الْحَسَنَةُ، مِنْهَا كتاب معني الْقُرْآنِ وَغَيْرُهُ مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ الْعَدِيدَةِ الْمُفِيدَةِ، وَقَدْ كان أَوَّلِ أَمْرِهِ يَخْرُطُ الزُّجَاجَ فَأَحَبَّ عِلْمَ النَّحْوِ فذهب إلى المبرّد، وكان يُعْطِي الْمُبَرِّدَ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمًا، ثُمَّ اسْتَغْنَى الزَّجَّاجُ وَكَثُرَ مَالُهُ وَلَمْ يَقْطَعْ عَنِ الْمُبَرِّدِ ذلك الدرهم حتى مات، وَقَدْ كَانَ الزَّجَّاجُ مُؤَدِّبًا لِلْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
فَلَمَّا وَلِيَ الْوِزَارَةَ كَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ بِالرِّقَاعِ لِيُقَدِّمَهَا إِلَى الْوَزِيرِ، فَحَصَلَ لَهُ بِسَبَبِ ذَلِكَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
توفي في جمادى الأولى منها.
وعنه أخذ أبو علي الفارسي النحوي، وابن الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الزَّجَّاجِيُّ، نُسِبَ إِلَيْهِ لِأَخْذِهِ عَنْهُ، وَهُوَ صَاحِبُ كِتَابِ الْجُمَلِ فِي النَّحْوِ.
بَدْرٌ مَوْلَى الْمُعْتَضِدِ وَهُوَ بَدْرٌ الْحَمَامِيُّ وَيُقَالُ لَهُ بَدْرٌ الْكَبِيرُ، كَانَ فِي آخر وقت على نيابة فارس، ثم وليها مِنْ بَعْدِهِ وَلَدُهُ مُحَمَّدٌ.
حَامِدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الوزير استوزره المقتدر في سنة ست وثلثمائة، وَكَانَ كَثِيرَ الْمَالِ وَالْغِلْمَانِ، كَثِيرَ النَّفَقَاتِ كَرِيمًا سخياً، كثير المروءة.
له حِكَايَاتٌ تَدُلُّ عَلَى بَذْلِهِ وَإِعْطَائِهِ الْأَمْوَالَ الْجَزِيلَةَ، ومع هذا كان قد جمع شَيْئًا كَثِيرًا، وُجِدَ لَهُ فِي مَطْمُورَةٍ أُلُوفٌ من الذهب، كان كل يوم إذا دخلها أَلْقَى فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ، فَلَمَّا امْتَلَأَتْ طَمَّهَا، فلما صودر دل عليه فاستخرجوا منها مالاً كثيراً جِدًّا، وَمَنْ أَكْبَرِ مَنَاقِبِهِ أَنَّهُ كَانَ مِنَ السعاة في قتل الحسين الحلاج كما ذكرنا ذلك.
توفي الوزير حامد بن العباس في رمضان منها
مسموماً.
وفيها توفي عمر بن محمد بجير البجيري [1] صاحب الصحيح. [1] من تذكرة الحفاظ 1 / 719 وفي الاصل " بحتر البحتري ".
وهو أبو حفص الحافظ الامام، الهمذاني السمرقندي محدث ما وراء النهر.
ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
سمع عيسى بن حماد وبشر بن معاذ العقدي وغيرهما (*) .
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير جلد : 11 صفحه : 169