نام کتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 343
الجزيرة والعراق والشام بدأ شأنها يضؤل، ولم تزل قائمة إلى أن خرجت الخوارج الحرورية مع المختار بن عوف بمكة سنة "129" للهجرة, فنهبوها فتركت إلى الآن.
وعلى هذا, تكون هذه السوق قد عمرت أكثر من قرنين ونصف القرن.
= "عكاظ اتخذت سوقا بعد الفيل بخمس عشرة سنة, أي: سنة "540" ميلادية"؟ وهذا غير صحيح؛ لأن حادث الفيل كان سنة "570-571م". ولعل الألوسي -رحمه الله- أراد: "قبل الفيل بـ 15 سنة" فغيرت في الطبع كلمة "قبل" بـ "بعد" ثم تابعه على الخطأ من بعده.
ثم اطلعنا بعد صدور الطبعة الأولى بسنة, فإذا الدكتور محمد حسين هيكل يقول في كتابه "في منزل الوحي ص364 الطبعة الأولى": أدق ما يروى"! " أنها اتخذت بعد الفيل بـ 15 سنة, وقد عرفت آنفا مبلغ هذا النقل في الدقة.
وإذا تأملت أحداث عكاظ التي عرضنا لها, عرفت أن بعضها يرتفع إلى ما قبل جميع هذه التواريخ التي ذكروها: فالمرأة التي باعت أنحاء السمن بعكاظ وتزوجت بعد ذلك بعبد شمس، وعمرو بن كلثوم الذي أنشد قصيدته في عكاظ عاش حول سنة "500م". وإذا أضفت إلى هذا ما فطن له الأستاذ أحمد أمين "الرسالة, السنة الأولى, العدد 13 ص25" في بحوثه عن عكاظ والمربد، من أن المرزوقي عد عشرة ولوا القضاء بعكاظ قبل الإسلام، استظهرت أن السوق مضى على إنشائها زمن قبل أن تصير فيه هذه الأحداث كلها. من كل ذلك تعرف صحة ما ذهبنا إليه من أنها كانت قبل سنة "500م" حتما.
نام کتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 343