نام کتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 342
هي إذًا معرض عام للجزيرة العربية: فيها عرض لتجارات جميع الأقطار وعرض للبيوع وعرض للعادات والأديان واللغات والآداب، وللسياسة ... وفيها لجان رسمية على نحو ما نألف في معارضنا اليوم، تحكم للمتفوق بتفوقه حكما نافذا من أقصى الجزيرة إلى أقصاها. وتزيد على معارضنا بميزة جليلة، وهي صهرها لعادات القبائل ولغاتها ومواضعاتها لتنتقي منها أحسنها وأخلقها بالبقاء.
لسنا نعلم لهذه السوق بداية محدودة إلا أنا نرجح وجودها قبل القرن السادس الميلادي[1]، ولما جاء الإسلام وتوطدت أركانه في [1] في بعض المراجع القديمة والحديثة تخبّط في تعيين سنة افتتاحها وتناقض ظاهر. خذ لك مثلا هذه المصادر: بلوغ الأرب للألوسي، دائرة معارف وجدي، الوسيط للأستاذين الإسكندري والعناني، فإنها اتفقت على أن عكاظ افتتحت بعد عام الفيل بخمس عشرة سنة مع أن هناك حديثا صحيحا يفيد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينبل على أعمامه في حروب الفجار وعمره أربع عشرة سنة أي: بعد الفيل بأربع عشرة سنة, فتكون الفجار ونبل الرسول فيها قبل وجود عكاظ بسنة وهو تناقض بيّن. والغريب حقا أن ينقل صاحبا الوسيط -وهما ما هما فضلا وتحقيقا- هذا التحديد عن بلوغ الأرب على علاته في الطبعة الخامسة للوسيط ص12 ثم ينقضاه هما نفساهما ص27 من الكتاب المذكور, فيذكرا نبل الرسول وعمره أربع عشرة كما فعل الألوسي تماما. ولو نجا أحد من زلل, لنجا هؤلاء الأفاضل الثقات.
أما دائرة معارف وجدي فمع ارتكابها الخطأ نفسه, فقد عزّزته بثانٍ فقالت: =
نام کتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 342